خطّة إيرانيّة للردّ من بيروت
ودول التحالف تُحذّر
ما بين الشكل والمضمون اكتسبت جلسة الحوار العاشرة بين المستقبل وحزب الله اهمية لافتة شكلا ومضمونا، حيث سيطر طيف الازمة اليمنية بتداعياتها على المتحاورين دون التطرق الى الملف، رغم مضي الطرفين في التاكيد على دعم الخطط الامنية الناشطة وان بنسب مختلفة، فيما كانت كتلة المستقبل تستكمل عقد ردها على حزب الله ،استتبع مساء «بطحشة» عنيفة لوزير الداخلية شكلت اعنف رد على حزب الله وامينه العام ومن خلفهما طهران. فلا تطمينات وتوصيات «استاذ» عين التينة نفعت، ولا انعقاد الجولة العاشرة برد من السخونة المرتفعة سياسيا واعلاميا.
وفي انتظار خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله المخصص للوضع اليمني وما سيضمنه من مواقف وبعد الموقف «الناري» الذي اطلقه الوزيرالمشنوق، اكدت اوساط قريبة من المناخ الحواري الاسلامي ان السبب الوحيد الذي ما زال يحمل طرفيه على الاستمرار فيه، رغم التباين الشاسع في مقاربة كل الملفات الداخلية والاقليمية، تقاطعهما وان شكلا على مسألة الاستقرار الداخلي، كل لاهدافه، فحزب الله منهمك في قتاله الى جانب النظام في سوريا ومساندة الحوثيين في اليمن وليس في وارد فتح جبهة في الداخل، فيما «المستقبل» يحرص على الاستقرار الداخلي وتجنب جر الساحة الاسلامية الى الفتنة المذهبية ولا يجد الا الحوار سبيلا لذلك في ضوء الاحتقان السائد في الشارع.
وفي هذا الاطار تحدثت المصادر عن محاولات جدية تبذل لاستثمار مناخ الحوارين الاسلامي والمسيحي بالتوازي مع ضغط خارجي من اجل انجاز الاستحقاق الرئاسي قبل شهر حزيران المقبل الذي يفترض ان يوقع في نهايته الاتفاق النووي في صيغته النهائية، ذلك ان المراقبين السياسيين يخشون استثمار ورقة الرئاسة اللبنانية مجددا في بازار المفاوضات والضغط من اجل تحقيق اكبر قدر من المكاسب.
مناخ اتخذ أبعاداً ودلالات جديدة، بعد اللقاء غير العادي الذي عقد في منزل السفير السعودي وضم سفراء الكويت، قطر، الامارات، الاردن، مصر، السودان، المغرب وتركيا، والذي وضع الحكومة اللبنانية امام استحقاق جدي وخطير قد تكون له تداعيات كبيرة على الساحة اللبنانية، في ظل ما رشح عن المجتمعين حيث اكدت مصادر في 14 آذار وجود استياء واضح لدى الدول الممثلة من الحملات المتصاعدة لحزب الله بحق السعودية والتي تخطت كل اللياقات والاصول والاعراف، مشيرة الى اتجاه الدول المعنية الى اتخاذ اجراءات «مؤلمة» في حال لم تتدارك الدولة اللبنانية الوضع وتتحرك، خاصة ان حزب الله يتخذ من مظلة الامان الاقليمية والدولية والرغبة الخليجية والعربية باستقرار لبنان، متراسا في الحرب التي يخوضها المحور الايراني، ما ينذر بانفجار الاوضاع في ظل المؤشرات الواضحة لقرار طهران في الامعان بسياستها وعدم التراجع. واعتبرت المصادر في 14 آذار ان حزب الله يحاول الهروب الى الامام بدعم فارسي واضح من خلال محاولة اكمال سيطرته على توجهات الدولة وسياساتها متعمدا استفزاز الشارع اللبناني عبر مهرجان من هنا وتصريح من هناك.
وفي هذا الاطار اعتبرت المصادر ان الفترة القادمة، خاصة بعد صدور قرار مجلس الامن بغض نظر روسي، نتيجة عدم رغبة موسكو باثارة السعودية، ستشهد تصعيدا كبيرا في المنطقة على كافة الاصعدة، دون استبعاد خيار لجوء البعض الى رهانات مميتة، كاشفة في هذا الاطار عن ان زيارة الموفد الايراني الى لبنان اعادت توزيع الادوار، في ظل قرار طهران بالمواجهة من لبنان اقله اعلاميا وسياسيا، حيث يتولى حزب الله الهجوم الاعلامي، ورئيس مجلس النواب الهجوم السياسي الذي ترجم في دعوته رؤوساء البرلمانات العربية الى الاجتماع في بيروت قبل نهاية الشهر الحالي ، في خطوة قراتها جهات سعودية على انها محاولة ايرانية لاختراق الصف العربي.
من جهتها اكدت اوساط مقربة من عين التينة ان رئيس مجلس ينطلق في تحركه من الدعوة الى اعتماد الحوار لحل المشاكل وهو ما كان شدد عليه امام الموفد الايراني وما اكد عليه مرارا امام السفير السعودي، معولا على تحرك عماني لتقريب وجهات النظر بين طهران من جهة والسعودية والدول المعنية في الازمة اليمنية من جهة، مذكرة بالدعوة التي اطلقها في المؤتمر العام لحركة «امل» والتي حض فيها عُمان على لعب دور في حل الاشكالات التي كانت قائمة في حينه بين ايران ودول مجلس التعاون الخليجي. ولفتت الاوساط الى ان لقاء بري والعسيري الثاني، ليس بعيدا عما يجري في السلطنة ومن قِبلها، خصوصا ان الحلول للوضع اليمني ممكنة وليست مستحيلة ارتكازا الى قبول سائر الاطراف المعنية بالازمة بالحوار وتأكيدها على هذا المبدأ في اكثر من مناسبة.