IMLebanon

الرؤية الإيرانية للبنان أكثر من تحليل توجيهي

 

بحسب وجهة النظر الإيرانية، لن تؤدي استقالة جورج قرداحي الى إحداث تغيير في المشهد اللبناني، فالتحليل الذي تعتمده طهران وتعممه عبر وسائطها يقوم على اتهام السعودية بافتعال الأزمة مع لبنان وما قصة القرداحي سوى “حاجة سعودية تبرر من خلالها إنغماسها الفاضح في حصار لبنان وتجنبها أي تدخل إيجابي في حل الأزمة أو التخفيف من وطأتها”.

 

وتمضي القيادة الايرانية في تحليلها الذي تولت وكالة “مهر” الرسمية نشره في صفحتها الرئيسية قائلةً إن الرياض ترفع “سقف التهديد إلى أعلى مستوى لإجبار الحكومة اللبنانية على الرضوخ لمطالب عوكر، كون السعودية وعلى المدى الطويل لم تكن يوماً لاعباً أصيلاً في السياسة الدولية، إنما كانت وكيلاً للسياسة الأميركية في المنطقة…”. وفي الخلاصة، وهذا هو المهم، تحسم ايران أن “الأزمة تم تجميدها، فلا هي انتهت ولا هي ذاهبة للتصعيد … والمتطوعون للمرحلة المقبلة كثر، فالمال السعودي قد يحيي رميمهم الإنتخابي، أما الأميركي فهو يراقب المشهد ويحضّر للأيام القادمة عبر إنجاز بناء ثانٍ كأكبر سفارة له في العالم على أرض لبنان، سفارة تتجاوز بكثير حد الديبلوماسية”.

 

وجهة النظر الإيرانية هذه ليست تحليلاً بل موقفاً سمعنا وسنسمع صداه في لبنان وفي العراق واليمن وسوريا، وسيتردد القول بمؤامرة على المقاومة التي تقودها ايران، وفي كل بلد من هذه البلدان تتنوع اشكال “مواجهة المؤامرة”. ففي العراق تهديد لرئيس الحكومة ومحاولة لقتله يعقبها انذار للقوات الأميركية، وفي سوريا صبر استراتيجي في وجه الغارات الاسرائيلية، وفي اليمن غارات على السعودية … أما في لبنان فغارات متتالية على القاضي طارق البيطار ومنع الحكومة من الاجتماع للقول فقط: نحن من يُمسك بخناق البلد المخنوق.

 

من حق ايران أن تعزز اوراقها في مواجهة شيطانها الأكبر، لكن ليس من حقها تحويل مستقبل الدول العربية المستقلة ومنها لبنان متاريس في مواجهة تخصها وحدها ونظامها تحديداً.

 

لقد تكررت فقرة معبرة في كل البيانات المشتركة الصادرة عن عواصم الخليج إثر مباحثات ولي العهد السعودي مع قادتها: على لبنان انجاز اصلاحاته واستعادة مؤسساته ونحن الى جانبه، فأين وجه الشبه بين مواقف عربية جامعة كهذه واصرار مناضلي طهران على مواجهة المؤامرات العوكرية؟؟