IMLebanon

تهديد الرئيس الإيراني بتحويل المنطقة «مسلخاً للصهاينة»… كلام بكلام  

 

 

تذكّرت وأنا أهمّ بكتابة مقالتي هذه، المرحوم أحمد الشقيري، حين صرخ متوعداً مهدّداً بإلقاء الاسرائيليين في البحر…

 

تذكرت قوله وأنا أقرأ ما قاله الرئيس الايراني إبراهيم رئيسي، خلال استعراض الجيش في يومه الوطني، بأنّ بلاده ستقابل أي تحرّك للصهاينة بردّ في «قلب» الكيان الصهيوني. وأضاف في خطاب بثّه التلفزيون الرسمي: «إنّ على الكيان الصهيوني، الذي يسعى الى تطبيع علاقاته مع بعض دول المنطقة، أن يعلم أنّ تحركاته لن تخفى عن العيون الثاقبة والرصد الاستخباراتي لقواتنا المسلحة والأمنية». وأضاف: «المنطقة إذ ذاك ستتحوّل الى مسلخ للصهاينة، وقواتنا المسلّحة ستقضّ مضاجعهم».

 

فعلاً هذا الكلام خطير جداً فلو ان ايران لم تنفذ إلاّ 10٪ منه لكانت النتيجة رائعة. أما ما يقال الآن عن هذا الخطاب فيمكن اختصاره بجملة واحدة «كلام بـ كلام».

 

ليست المرّة الأولى التي تهدّد القيادة السياسية والدينية والإلهية الايرانية العالم. بل سبقها الكثيرون الكثيرون. ولكن قبل أن أبدأ بتذكير القرّاء الأعزاء، فلا بد من أن نتذكر خطابات الزعيم الفلسطيني أحمد الشقيري كما ذكرت في بداية حديثي. كما أُذَكّر بالمفاعل النووي السوري الذي كلف 4 مليارات من الدولارات، وكانت إيران قد عرضت هذا المشروع على الرئيس الراحل حافظ الاسد فرفض قائلاً للإيرانيين: «ان نظامي لا يتحمّل هذا المشروع ولا أستطيع أن أتحمّله شخصياً». وهكذا صرف النظر الايراني عن المشروع حتى جاء بشار. وبما أنّ الاسرائيلي يعرف جيداً العقل الباطني للرئيس بشار الأسد الذي عنده طموح أن يكون أفضل رئيس في تاريخ سوريا، قِبَلَ وسَمَحَ للإيرانيين ببناء مفاعل نووي في منطقة دير الزور، بلغت كلفته 4 مليارات دولار. اكتشفت اسرائيل عن طريق الخطوط الهاتفية ان هناك 10 آلاف اتصال خلال شهر واحد بين دير الزور وبين كوريا، ومن هنا استطاعت المخابرات الاسرائيلية أن تلاحق الموضوع وبعد موافقة أميركية، قامت بِضَرْب المفاعل النووي السوري عام 2006. وبعد الضربة التدميرية للمفاعل، هددت إيران وتوعّدت سوريا بأنّ هذا العمل الارهابي لن يمر مرور الكرام، ولكن للأسف مرّ ولم يعد أحد يتحدث عنه. هذه هي الحادثة الأولى.

 

ثانياً: لو أردنا فتح ملف الاعتداءات الاسرائيلية على «التواجد الايراني» في سوريا فلا بد من ان نسجّل بعض الاحداث الكبيرة ونتساءل: كم عدد الاعتداءات الاسرائيلية على الحرس الثوري وعلى الجيش الايراني؟ وكم وكم من الغارات الجوية التي استهدفت تلك القوات في الجولان وفي حوران وفي حماة وفي محيط السيدة زينب وفي تدمر؟ وكي لا نبالغ فإن هذه الغارات تبلغ 100 مرة حسب تقرير أمني سوري… والسؤال ما هو الرد الايراني؟ طبعا صفر.

 

ثالثاً: كم عدد القتلى من زعماء وقادة «الحزب» الذي يُـموّل سنوياً بمليار دولار من إيران: عباس بدر الدين، عماد مغنية، هادي ابن السيّد حسن نصرالله.

 

وفي كل مرة كان الايرانيون والسوريون يصدرون بلاغاً يقولون فيه:

 

«إنّ القوات السورية والقوات الايرانية لن تسكت على هذا الاعتداء السافر، ولكننا نحن من يقرّر الزمان والمكان، ولن نترك العدو الاسرائيلي يستدرجنا الى معركة لا نكون محضّرين لها».

 

صحيح هذا الكلام ينم عن انهم يريدون استعمال عقولهم قبل عضلاتهم!!!

 

رابعاً: جرى تهديد ظاهري في كلام رئيسي لإسرائيل لكنه في الباطن موجّه الى الدول العربية التي بدأت التطبيع مع العدو الاسرائيلي…

 

وهنا لا بد أن نعترف بأنّ هذا الكلام «كذب بكذب»، وأنّ أهم حليف لإسرائيل هو نظام «الملالي» الذي يقول أشياء ويفعل عكسها. وأكبر دليل على ذلك «فيلق القدس» الذي دمّر العراق وسوريا واليمن ولبنان لكنه لم يطلق ولو رصاصة واحدة على إسرائيل.

 

نسينا قائد «فيلق القدس» اللواء قاسم سليماني الذي قتلته مجنّدة عمرها 22 سنة في فلوريدا بكبسة زر على الكمبيوتر… ولا نزل وحتى يومنا هذا ننتظر الرد الايراني على هذه العملية ولكن «على الوعد يا كمون».