Site icon IMLebanon

رئيسي يتفقّد الاستثمارات العقارية والعسكرية الإيرانية في سوريا  

 

 

لا شك في أنّ كلام الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي عن ان زيارته الى سوريا هي أول زيارة لرئيس إيراني بعد 12 سنة، إذ تعود الزيارة الأولى للرئيس الايراني الاسبق محمود احمدي نجاد الى ما قبل الاحتجاجات بقليل.

 

صحيح، لكن كي لا نخدع الناس، لا بد من القول إنّ الزيارات الاسبوعية التي كان يقوم بها قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني قبل مقتله الى سوريا لم تنقطع خلال تلك الفترة، والأهم هو الوجود العسكري الايراني في سوريا، إن كان من خلال الحرس الثوري و»فيلق القدس»، أو كان على صعيد الجيش الايراني.

 

في الحقيقة، كلام الرئيس الايراني مضحك حين قال إنّ هذه هي أول زيارة خلال الفترة الماضية خصوصاً أن جميع المسؤولين الايرانيين بدءاً بالمرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية الى باقي الرؤساء يقولون إنّ إيران تسيطر على أربع عواصم عربية هي: بغداد ودمشق وصنعاء وبيروت.

 

قبل عدة سنوات صرّح ملك الاردن عبدالله بن الحسين محذراً من الهلال الشيعي والتمدّد الايراني في البلاد العربية، وطبعاً كان العرب نائمين لا علاقة لهم بما يجري… والأنكى انهم اليوم وبعدما قتل هذا النظام مليون وخمسماية ألف مواطن سوري لسبب وحيد هو ان الشعب السوري لا يريد نظام بشار الأسد، ويطالب بالحريات العامة والخاصة والاعلامية والانتخابية.

 

وقد عقد اجتماع في عمان قبل اسبوع ضمّ وزير خارجية المملكة العربية السعودية فيصل بن فرحان ووزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد، وطبعاً وزير خارجية الاردن أيمن الصفدي اضافة الى وزير خارجية مصر سامح شكري والعراق فؤاد حسين لبحث عودة سوريا الى الحضن العربي.

 

غريب عجيب أمر الدول العربية بأكملها، تريد أن تكافئ المجرم الذي قتل شعبه وهجّر 12 مليون سوري، أي نصف الشعب، ويريدون أن يبحثوا مع هذا النظام كيفية إعادته الى العرب.

 

وبهذه المناسبة لا بد أن نتذكر ما فعله الملك عبدالله رحمه الله مع ذلك النظام عندما توفي حافظ الأسد في 10 حزيران عام 2000 إذ أرسل ملياري دولار «كاش» الى البنك المركزي السوري وطلب من الامير بندر بن سلطان الذي كان سفيراً في أميركا ويترأس مكتب الامن القومي في المملكة العربية السعودية الذهاب الى أميركا كي يرتب وضع بشار كرئيس، وبالفعل ذهب بندر الى أميركا حيث كانت تربطه بها علاقات مميزة، وأجرى اللازم، ورتب الاوضاع وعاد الى دمشق يوم الثلاثاء، أي بعد وفاة الرئيس حافظ الأسد بأربعة أيام… الاجتماع حصل في مطار دمشق واستمر 3 ساعات وتم الاتفاق خلاله على كل الأمور ولكن المشكلة كانت في التنفيذ، إذ ان اغتيال شهيد لبنان الرئيس رفيق الحريري ما كان ليتم لولا موافقة الرئيس بشار الأسد، وهذا ما قاله الملك عبدالله لبشار الأسد، وسأله: هل قتلت الرئيس الحريري؟ طبعاً، كان جواب الاسد بالنفي، وأنّ لا علاقة له بالاغتيال… الملك عبدالله لم يصدقه فكرّر عليه السؤال، طبعاً الأسد تنصّل من عملية الاغتيال.

 

هذه هي تجرية الملك عبدالله مع بشار الأسد…

 

والسؤال الكبير: على ماذا يتكل العرب لإعادة بشار الى الصف العربي، وبالتالي عودة نظام بشار الى جامعة الدول العربية؟

 

اما بالنسبة للدعم العسكري والمالي والطلب من حزب الله أن يدعم بقاء الرئيس بشار الأسد حين بدأت الثورة عام 2011، فقد كان الطلب من الدولة السورية.

 

اما بالنسبة للوجود العسكري الايراني في سوريا، فعلى صعيد الحرس الثوري وعلى صعيد الجيش الايراني… هل حدث ذلك بناءً لطلب الشعب السوري ولمصلحة الشعب أم لمصلحة النظام؟

 

اما بالنسبة لاشتراك «الحزب العظيم» وذهابه الى سوريا بحجة الدفاع عن الأماكن المقدسة، ثم ذهابه الى حمص وحماه وحلب، فهل كان بطلب من الشعب السوري؟ والسؤال: هل كان في مصلحة هذا الشعب؟

 

باختصار، لا يمكن أن ننظر الى زيارة رئيسي إلاّ انها زيارة تفقدية للأموال التي يستثمرها النظام الايراني، على صعيد مشروع التشييع.. والمعلومات تفيد ان هذا الموضوع أخذ حيزاً كبيراً من نشاطات اللواء قاسم سليماني وجماعته قبل اغتياله، بالاضافة الى ما يُقال إنّ المساعدات المالية والعسكرية والنفطية لسوريا ليست كلها هدايا بل هناك قسم يشتري الايرانيون بموجبه عقارات في مناطق مختلفة، خصوصاً في المناطق الشيعية مثل مقام السيدة زينب.

 

ولكن كل هذا الكلام لن يحقق لإيران إلاّ خيبة كاملة، لأنها لا تستطيع أن تحتل وتحكم لفترة طويلة، بل ان هذا الاحتلال سيزول حتماً وفي أقرب فرصة.