IMLebanon

خامنئي ينعى المشروع الإيراني في سوريا

 

 

 

لم يكن سهلاً على النظام الايراني الخروج الفاضح والمذلّ وتحت جنح الظلام من الاراضي السورية، قبل اقتراب فصائل الثورة السورية من مراكز تواجدهم، من دون اطلاق حتى رصاصة واحدة تجاههم.، بعد اكثر من عقدين من التواجد السياسي والعسكري، وصرف عشرات مليارات الدولارات على إقامة المراكز والمواقع العسكرية وتخزين الاسلحة، ونشر المليشيات المسلحة المذهبية، ودفع مبالغ طائلة لدعم نظام بشار الاسد في مواجهة السوريين المنتفضين ضد ظلم النظام وديكتاتوريته في حكم سوريا .

فاجأ الخروج الايراني العسكري مع حلفائه بالمليشيات الشيعية وفي مقدمتهم حزب لله، من سوريا بهذه الطريقة، المراقبين والعديد من الدول المجاورة، والإيرانيين على الاخص، بعدما اعتقدوا لفترة طويلة، ان مشروع التمدد ونشر افكار ما يسمى بالثورة الاسلامية الفارسية في قلب سوريا، بالثابت والمدعوم برأس النظام وحاشيته، غير قابل للاهتزاز والسقوط، بسبب حالة الضعف التي تواجهه في الداخل السوري والمحيط العربي.

 

وأول منتقدي الخروج الايراني من سوريا بهذه الطريقة، النائب الايراني محمد رئيسي،الذي اعتبر في جلسة مغلقه لمجلس النواب الايراني لمناقشة ما حصل بالمفاجىء، لاسيما بعد «عشرات مليارات التومات» التي صرفتها ايران على وجودها هناك وخسارتها ستة آلاف قتيل، ملقياً باللوم على سوء تقدير المسؤولين الإيرانيين عما حصل.

ولم يقنع رد قائد الحرس الثوري الايراني حسين سلامي لتهدئة اجواء النواب المستائين من طريقة الخروج الايراني بالقول « ان سقوط نظام الرئيس السوري بشار الاسد لن يضعف ايران، بل ستزداد قوة»، ما استدعى لان يتدخل مرشد الثورة علي خامنئي شخصيا، ليوزع الاتهامات يمينا وشمالا، وليتهم دولة مجاورة لسوريا،بلعب الدور الاساس في سقوط نظام الاسد وما زالت، وإن كان يقصد تركيا من دون أن يسميها. واشار إلى ان بلاده حذرت الاسد من هذا المخطط سابقا، ولكنه لم يبادر لاتخاذ الخطوات المطلوبة لمواجهة ما حصل، واشار الى تخطيط اميركي إسرائيلي لما حصل، لوضع اليد على سوريا، متوعدا بأن المقاومة لن تضعف، بل ستقوى وتجهض هذا المخطط .

ولكن برغم من تدخل المرشد الايراني شخصيا، للتخفيف من وطأة خسارة طهران بسقوط نظام بشار الاسد، وتأثيره على اضعاف دور ايران في المنطقة مستقبلا، كما كان سابقا. لم يقتنع معظم النواب الإيرانيين بهذه التبريرات الممجوجة، لانسحاب القوى والمستشارين العسكريين الإيرانيين على هذا النحو، واعتبروا ما يحصل بأنه نهاية مشروع الهيمنة والتمدد الايراني في كل المنطقة.