IMLebanon

الغارات الإيرانية على «داعش».. بتوقيت أميركي!

قصفت مقاتلات إيرانية مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش«، في محافظة ديالى العراقية تحديداً. وتؤكد معلومات من مصادر متقاطعة حدوث الغارات التي كشفت عنها مؤخراً الإدارة الأميركية ونفتها إيران رسمياً. ويندرج هذا التدخل على محدوديته وقلّة فعاليته العسكرية في إطار أهم الأحداث منذ انطلاق غارات التحالف الدولي ضد داعش قبل أكثر من شهرين، بما يجعله على الأقل مطيّة رسائل سياسية تختبر عبرها طهران ردود الفعل الإقليمية والدولية في أعقاب تمديد مرحلة التفاوض على ملفها النووي الى مطلع الصيف المقبل.

ويستند هيكل فلسفة التحالف الدولي ضد «داعش» أساساً الى واجهة عربية وسنيّة بالتحديد وفق سياسي لبناني سيادي متابع يذكّر بالجهود التي بذلت مع انطلاق الغارات لتركيز الأنظار على هذه المشاركة عبر ترويج صور المقاتلات السعودية مثلاً أو الإماراتية وحتى التي تقودها امرأة. ويذكّر بأن التركيز على استثناء إيران من التحالف كان مطلباً عربياً أولاً تبنته الولايات المتحدة لمسايرة مليار و300 مليون سني في العالم، والتزمته أسوة بكل الدول الأوروبية بسبب العقوبات الدولية المفروضة على إيران. ويتساءل المصدر هل يستبعد المواطن المسلم في أي بقعة كان صحة مشاركة إيران في الغارات حتى وإن وصف تدخلها بأنه «حادث معزول» أم أنه يسارع الى تصديق وجود تواطؤ ضمني خصوصاً في ظل انعدام ثقة هذه الشرائح بالسياسة الأميركية الرخوة والمترددة التي يتبعها الرئيس باراك أوباما سواء في فلسطين أو سوريا أو مع الجمهورية الإسلامية في إيران؟

ولا يجد المصدر تفسيراً لمبادرة البنتاغون بكشف هذا التدخل، متسائلاً عن المصلحة الأميركية في إعلانه، لافتاً الى أن ذلك يستدعي فعلياً توضيحاً رسمياً من الأميركيين. وقد أتى ذلك فيما توصل وفد من عشائر الأنبار العراقية الى توافق مع الولايات المتحدة على تدريب وتسليح 50 ألف مقاتل، وبعد فوز الجمهوريين بغالبية مريحة في غرفتي النواب مع التذكير بأنه سبق للكونغرس أن انتزع من أوباما تعهداً بالحؤول دون تدخل إيران في التحالف الذي ضم نحو 60 دولة. وكان البيت الأبيض قد أكد الشهر الماضي بلسان المتحدث باسمه جوش ارنست أن واشنطن وطهران «لا تتعاونان في الحرب ضد «داعش»« لكنه أشار بوضوح الى أن للبلدين «مصلحة في هزيمة» «داعش»..

وتزامن التدخل الإيراني في الغارات، الذي نفته طهران رسمياُ، مع إعلان تمديد التفاوض على الملف الإيراني أكثر من ستة أشهر. وقد أحاطت إيران هذا التمديد بأجواء توحي بأن الاتفاق، تحت الطاولة، بات شبه منجز، فهي «لم تقترب الى هذا الحد طيلة عشر سنوات» أي منذ انطلاقها فعلياً كما ذكر وزير خارجيتها محمد جواد ظريف الذي اعتبر أنها «عززت قدرات إيران إقليمياً« و»قضت على المناخ العدائي ضدها في الغرب«.

بالمقابل، يدعو المصدر الى عدم تجاهل مقتضيات الصراع الإيراني الداخلي. فقد يكون من مصلحة المتشددين افتعال مشكلات للإصلاحيين عبر محاولة توريط الولايات المتحدة، وهو ما درجت عليه طهران من اتباع أسلوب المماطلة وبذل مساعٍ للاستفادة، كما هي الحال، آنياً من الأجواء الملبدة إقليمياً ودولياً. لكن العرب ليسوا وحدهم من يرفض أي تدخل إيراني، عسكري خصوصاً، فإسرائيل ستشعر حتماً أن أمنها مهدد لأن من يتدخل ضد «داعش» قد يوسع مروحته لاحقاً.