لا نبالغ حين نقول: إنّ العملية التي قام بها أبطال المقاومة الفلسطينية في يافا حيث قتل 8 أشخاص وأصيب عشرة آخرون، العديد منهم في حالة خطيرة، تعادل مليون صاروخ إيراني.
أنا بكل صراحة، لا أثق بالنظام الإيراني.. وعندي الكثير من علامات الاستفهام على ذلك النظام، وذلك للأسباب التالية:
أولاً: كيف سافر الإمام الخميني من النجف الأشرف الى باريس؟ ومن استأجر الشقة التي سكن فيها في قرية «نوفل لوشاتو» قرب باريس؟ ومن كان يدفع مصاريف إقامته؟.. ومن كان يدفع ثمن «الكاسيت» التي توزّع نهار الجمعة، وهي كناية عن خطبة مسجلة تحرّض على أهل السنّة؟ نعم هذه هي الحقيقة…
ثانياً: كيف انتقل بطائرة «ايرفرانس» الى طهران؟ كيف استقبل؟ وكيف خلع شاه إيران، الحليف الأوّل لأميركا؟ ومن خلفه؟ وكيف وصل آية الله الخميني الى الحكم؟
ثالثاً: ما هو دور وزير خارجية أميركا في أيام شاه إيران، وهنا أعني هنري كيسنجر؟ وكيف قلب حكم الشاه وسلّم آية الله الخميني الحكم في إيران؟
أكتفي ببعض المعلومات.. ولكن ما لفتني في عملية إطلاق 250 صاروخاً من إيران على إسرائيل، هو أن الأميركيين أبلغوا إسرائيل بأنّ هناك صواريخ سيطلقها الحرس الثوري من طهران باتجاه الدولة العبرية لذلك عليهم أن ينتبهوا…. يعني أنه يحذّرهم فقط…
على كل حال، لا أريد أن أزايد «على المقاومة» في هذه الظروف، أي أن أشكّك بعلاقتهم مع النظام الايراني وأترك لهم حق تقرير المصير.
ولكن من باب الحرص على أهل لبنان، وشعب لبنان، الذين هم في النهاية أهلي وشعبي، أطلب أن يكونوا أكثر حرصاً في علاقاتهم مع النظام الإيراني.
كذلك، أريد أن أسأل البعض بكل تواضع: هل يُعقل أننا لا نعرف أي شيء عن عملية الـ250 صاروخاً التي أطلقت من طهران واتجهت الى إسرائيل؟ وأتابع تساؤلي فأقول: أين سقطت؟ وماذا دمّرت؟ ومن قتلت؟ ولماذا كل هذه الأسئلة ليس لها أجوبة؟ وما هو سرّ هذه الصواريخ؟
أحد الظرفاء قال لي: يا أستاذ يمكن أن تكون هذه الصواريخ قد اشترتها إيران من محلات «قيصر عامر».
المهم إنني أتساءل: هل دولة إيران مهمة لها مصالح، وشعبها يبلغ تعداده 80 مليوناً، ودفعت أموالاً طائلة لـ «الحزب» وغيره ولبشار الأسد والميليشيات الشيعية العراقية، ومن نهب الثروة النفطية العراقية؟ فالعراق كان يُعتبر أهم بلد في العالم بالغاز والنفط، وكانت أمواله بمليارات الدولارات، وهي نُهبت من الخزينة العراقية… ومعروف من استولى عليها، ومعروف أيضاً دور قاسم سليماني وميليشياته الطائفية في نهب الدولة العراقية.
أخيراً، لا أزال غير مقتنع بعملية الصواريخ الإيرانية المتجهة لإسرائيل… وأظن أن اليوم الذي ستنفضح فيه العلاقات الإيرانية – الإسرائيلية بات قريباً.