IMLebanon

وقاحة  

 

يبدو أنّ أربع سنوات من الحملات الإعلامية المركّزة والظالمة، التي قام بها ما يُسمّى بإعلام المقاومة والممانعة، لم تكفِ ولم تحقق الغاية المرجوّة منها. طبعاً نحن هنا نتحدث عن الحملة الموجهة ضد حاكم مصرف لبنان الاستاذ رياض سلامة، حيث بدأت ضده حملة إعلامية كما ذكرنا وهي ليست لبنانية فقط، بل امتدت الى فرنسا وسويسرا وبريطانيا، إذ اعترف أحد الذين شاركوا في هذه الحملة من خلال كتاب الى سعادة الحاكم يعتذر فيه منه ويعترف بأنّ المتهجمين كانوا ضحية أحد المواقع الإعلامية في لبنان.

 

لقد وجهت المحامية زينة واكيم والناشط وليد سنو عضو مجلس إدارة «المحاسبة الآن» Contability Now التي تكافح سياسات الافلات من العقاب في ملفات الفساد، وجها كتاباً الى مؤسّسة «كروس بريدج» Crossbridge: وهي مؤسّسة لإدارة الثروة مقرّها في لندن، أوضحا فيه أنّ نتيجة التواصل بين المؤسّستين في شأن بيانات نشرتها «المحاسبة الآن»، فإنهما يجزمان أنّ لا نيّة لديهما إطلاقاً لاتهام Crossbridge أو حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وأفراد من عائلته، أو أي شركة ذات صلة، بالتورّط في مخطط لتبييض الأموال، موضحين أنّ مضمون البيانات الصادرة عنهما مستقاة من مصادر معلومات عامة وصلتهما آنذاك، أسيء فهمها، ويجب سحبها فوراً، ولا مجال لتكرارها مرّة أخرى.

 

الوقاحة هي أن تقوم وكالة الأنباء الايرانية واسمها «مهر» بحملة على الحاكم الاستاذ رياض سلامة وتتهمه بأنه عميل أميركي، مهمته ضرب الليرة اللبنانية بهدف انهيار الاقتصاد اللبناني.

 

والوكالة نفسها قدّمت تقريراً كتبه رامين حسين اباديان (يبدو أنه من أصول أرمنية) أنّ رياض سلامة يحاول عمداً تصعيد أزمة الاقتصاد في لبنان من خلال اتباع سياسات خاطئة. على سبيل المثال القرار الأخير بإلغاء الدعم عن الوقود الذي أدّى الى موجة من الاحتجاجات… ولم يكتفِ بذلك، بل وجّه تهمة الاختلاس وغسيل الأموال للحاكم.

 

نكتفي بأهم ما جاء في وكالة الأنباء الايرانية لنرد عليها:

 

أولاً: نفهم أن تكون في إيران أقلام حرّة تعبّر عن رأيها، وأن يكون هناك بعض الكتّاب الذين يتمتعون بحرية الرأي، خاصة وأنّ الشعب الايراني تحوّل بفضل نظام «حكم الملالي» من الغنى الى الفقر حيث وصلت إيران الى المركز الـ64 من أصل 66 بين الدول الأكثر فقراً في العالم.

 

من هنا يمكن أن يكون هؤلاء الكتّاب حرصاء على الأموال التي يدفعها نظام الملالي لدعم المقاومة، حيث تشير الأرقام الى أنّ مجموع ما دُفِع وصل الى 80 مليار دولار.

 

تصوّروا لو ان هذا الرقم أُنْفِق داخل إيران لكانت الحالة الاقتصادية في إيران مختلفة تماماً.

 

ثانياً: «نظام الملالي» استطاع بسياسته التي تقوم على نشر التشيّع في العالم القيام بحرب ضد العراق عام 1980 واستمرت هذه الحرب 8 سنوات دفعت إيران فيها ألف مليار دولار خسائر حرب بالإضافة الى 500 مليار لإعادة إعمار ما خلفته الحرب.

 

وهكذا أصبحت إيران بفضل سياسة الملالي دولة فقيرة بعد أن كانت  من أغنى دول العالم. وللعلم فإنّ إيران تعتبر ثالث دولة مصدّرة للبترول، وتملك مصنعين فرنسيين لتجميع السيارات أحدهما لشركة «رينو» والآخر لشركة «بيجو»… وإيران مشهورة بتصدير الفستق والكافيار وصناعة السجاد التي تعتبر من أهم الصناعات في العالم وتدر أموالاً هائلة على الاقتصاد الايراني.

 

ثالثاً: كانت إيران في عهد الشاه دولة غنية، حيث كان سعر صرف الدولار الواحد 3 تومان، فأصبح الدولار اليوم يساوي 35 ألف تومان، وهذا دليل قاطع على فشل النظام اقتصادياً.

 

رابعاً: الدولة الايرانية تدفع لكل فرد 20 يورو شهرياً ولـ50 مليون مواطن باتوا تحت خط الفقر.

 

أكتفي بإنجازات «حكم الملالي»… وفي عودة الى ما فعله الحزب العظيم مشكوراً بتقديم مساعدة الى المساكين الذين استشهدوا في حريق تليل في عكار بسبب خزانات المازوت التي اضطرتهم الأزمة لتخزينها بالاضافة الى التهريب الذي يلجأ إليه بعض سكان منطقة عكار. كنا نتمنى لو أنّ الحزب قدّم مساعدات مالية الى 300 ألف مواطن تضرروا من تفجير مرفأ بيروت، وهؤلاء أيضاً لبنانيون ولكن يبدو أنهم ليسوا من أهل السنّة والحزب «مشغول باله» على أهل السنّة.