IMLebanon

بين «الردّ الإيراني» المرتقب و«جبهة الجنوب» .. «إسرائيل» تبحث عن مخارج تحفظ هيبتها المكسورة!

 

جملة تطورات سادت المشهد الميداني بين الكيان الإسرائيلي وجبهات المقاومة وسط ترقّب لما ستؤول إليه عملية الرد الإيراني بعد استهداف قنصليتها في العاصمة السورية دمشق والتي ذهب على أثرها عدد من الشهداء والمستشارين في الحرس الثوري الإيراني. فبعد أسبوع تقريبا على العدوان غير المسبوق لا بالمكان ولا بالشكل، كونه عُدّ تجاوزا فاضحا لحصانات الدبلوماسية ومقراتها، تسعى إسرائيل لتقليص حجم ردة الفعل الإيرانية، بدءاً من إقفال عدد كبير من سفاراتها وممثلياتها في العالم وإلى سحب السفراء والدبلوماسيين لأماكن مجهولة العنوان.

من هنا تربط الأوساط المتابعة هذه الاجراءات ببدء تدوير زوايا مغامرتها القاتلة، والتي قد تجرّ المنطقة بأسرها الى حرب شاملة يصعب تحديد نتائجها على ضوء التهديدات الإيرانية القاطعة بالرد الحتمي، وعبر كل الجبهات كما قال أحد قادة الحرس الثوري، ومن ضمنها جبهة لبنان وفلسطين.

هذا التطور يرتبط ارتباطا وثيقا بما تقوم به إسرائيل من إبادة لغزة وقتل شعبها باستخدام كل أنواع الأسلحة الفتّاكة دون التقيّد بمواثيق حقوق الإنسان، وحصانات القسم الإعلامي والطب، ولا حتى بعثات الإغاثة الدولية.

يعتبر رئيس الحكومة الإسرائيلية «بنيامين نتنياهو» أن أهداف الحرب المحددة بالقضاء على حركة حماس، وتحرير الأسرى، لا يمكن أن تتحقق دون تنفيذ اجتياح بري للقطاع، فبدأ العمل العسكري من شمال غزة.

وبعد أسابيع من المواجهات والتي أبلت فيها المقاومة البلاء الحسن، من حيث الأداء وتوثيق العمليات ضد جنود وضباط الاحتلال انتقلت الفرق العسكرية الإسرائيلية الى وسط القطاع. وطيلة الأشهر الست المنصرمة، استخدم الاحتلال ست فرق كاملة، لم تتمكن من خلالها القضاء على حماس والمقاومة، كما أعلنت في بداية الحرب، فنجحت فقط في التدمير والمجازر، ولكنها لم تحصل على نصر عسكري ينهي الحرب، فالمقاومة حاضرة من شمال القطاع الى وسطه وجنوبه، ولا تزال أجهزة المخابرات الأجنبية تتحدث عن كتائب كاملة من حركة حماس لم تمسّ بعد.

هذا الفشل الإسرائيلي بإيجاد نصر واضح أو تحقيق هدف ولو يتيم من الحرب، رأى فيه المراقبون سببا رئيسا جعل بنيامين نتنياهو متمسّكا بدخول رفح، وان عبر عمليات اجتياح موضعية بعد اعتراض أميركي عكسته مواقف بعض الدول العربية وعلى رأسها مصر.

الإسرائيلي يحاول ربط نصره المزعوم باجتياح رفح، لذلك هو يتمسّك بخوضها، ويؤكد أن الضغوط الدولية بما فيها الأميركية لن تقف أمام أهداف الحرب؛ ولكن هناك من يتحدث عن أن الضغوط الأميركية نجحت في اللحظة التي أعلن فيها نتنياهو عن قبول الحديث مع الأميركيين بخصوص الهجوم على رفح.

وتتوقع مصادر مطّلعة أن الاحتلال الإسرائيلي لن يتخلّى عن فكرة الهجوم، والأميركي لن يترك معارضته لاجتياح المنطقة، وسيكون الحل وسطيا بحيث ينفذ الإسرائيلي عملية في رفح، ولكنها لا تشبه ما قام به في شمال القطاع ووسطه.

من هنا تؤكد هذه المصادر، ان فشل نتنياهو العسكري في تأمين نصر يحفظ ماء وجهه، ولا سيما ان تعنّته بوقف الحرب يتعلق بمصيره ومستقبله السياسي وشعبيته، وبالتالي تعويله على عامل الزمن يبقي العديد من الاحتمالات مفتوحة.

وهناك من يرى ان رئيس حكومة الكيان يبحث عن مخارج تؤمّن له الاستمرار في موقعه ولو بانتصار يتيم يسنده الى نفسه من بوابة الشمال مع لبنان في محاولة اشبه بالانتحار تبعا لنتائجها غير المحسوبة ولا المؤكدة من انها ستعوّض على كيانه ثمن الاخفاق في الداخل الفلسطيني، وهو يسعى للمغامرة عبر جبهة الشمال مع المقاومة الإسلامية ولا سيما ان قادته دأبوا في الآونة الأخيرة على كيل التهديدات ورفع مستوى الوعيد ضد حزب الله.

وفيما ترى مصادر مطّلعة ان هذا الاحتمال الانتحاري، حسب توصيفها، قائم وموجود، تؤكد نفس المصادر ان أي عملية سيتخذ القرار بشأنها حول توغل، أو توسيع لرقعة المواجهة مع لبنان، ستكون بمثابة المسمار الأخير الذي يُدق في نعش نتنياهو ومستقبله. هذا بالإضافة الى تعريض الوجود الكياني لأول مرة في تاريخه للخطر الحقيقي، استنادا الى ما يمكن أن تقوم به المقاومة من رد غير مضبوط بسقوف أو قواعد اشتباك، كما عبّر الأمين العام لحزب الله في أكثر من مناسبة. وفي الخلاصة تتابع المصادر، ان أي خطوة سيقوم بها الاحتلال إذا ما تزامنت مع الرد الإيراني وفتح جبهات محور المقاومة على مصرعيها حتما سترتد وبالا وهزيمة سيشهد لها التاريخ المعاصر وتحملها الأجيال الإسرائيلية في ذاكرتها الى عقود قادمة من الزمن.