من يظن ان نظام «الملالي»، الذي يمارس أشد أنواع القوة والعنف والقتل والتعذيب، يستطيع أن يخمد هذه الثورة فهو واهم.
انتصار الثورة سيتحقق لسبب بسيط هو انك لا تستطيع أن تفقر الشعب وتجوّع الناس وتقول لهم إنّك تعمل من أجل مصلحتهم..
كيف يمكن لشعب جائع يشتهي كل ما يتمناه أي مواطن في العالم للعيش بكرامة أن يكتفي بـ20 يورو شهرياً تدفعها الدولة كمساعدة اجتماعية لحوالى 50 مليون إيراني من أصل 70 مليوناً.
هذا شيء غير طبيعي بل شيء لا يُصدّق. إذ لا يمكن أن يعيش إنسان بهذا المبلغ، كما ان 80٪ من الشعب الايراني أصبح اليوم ضد النظام الحاكم.
بداية، هذه الثورة أو الانتفاضة صار عمرها 3 أشهر، ونلاحظ انها تزداد حدّة يومياً. هذا أولاً…
ثانياً: بدأ الثوار يتظاهرون في الليل بدل النهار، لأنّ الليل يسهل للثوار القيام بأعمال ضد النظام تحت جنح الظلام.
ثالثاً: نلاحظ ان العمود الفقري لهذه الانتفاضة هم من طلاب الجامعات والمدارس.
رابعاً: يلاحظ ان المرأة الايرانية ولأول مرة تتحدّى النظام، بداية من الفتاة الكردية مهسا أميني التي تحدّت النظام وخلعت الحجاب، وهذا تحدٍّ واضح، وبالرغم من كل القمع الذي مارسه النظام ضدّها لم تتراجع، حتى اضطر الىاغتيالها كي يزرع الرعب في صفوف المتظاهرين.. ولكن جاءت النتيجة عكسيّة إذ بدل أن يدبّ الخوف في قلوب المتظاهرين، تطوّرت الأمور الى ازدياد حيث تجاوز عمر هذه الثورة اليوم الـ3 أشهر، وبدل أن تتراجع نراها تتوسّع لتشمل جميع أنحاء إيران.
فقد شهد الشارع الايراني انفجار غضب شعبي كبيراً شمل عدّة مدن إيرانية وذلك بعد الاعلان عن مقتل أميني البالغة من العمر 22 عاماً. وقد ظهرت نساء من بين المحتجين وقد خلعن الأوشحة عن رؤوسهن وعمدن الى إلقائها في النيران، بينما عمدت أخريات الى قص شعورهنّ كإجراء رمزي يدين حادث مقتل أميني. واشتدت التظاهرات في المناطق الكردية، ما دفع بالرئيس الايراني الى زيارة مدينة ستندج في محافظة كردستان في محاولة لتهدئة الأوضاع، ولم يُهَدّئ الوضع إقدام المدعي العام الإيراني محمد جعفر منتظري في 4 أيلول الفائت على إلغاء شرطة الأخلاق.
وانتقلت الاحتجاجات الى العاصمة طهران ومزّقت صوَر خامنئي والخميني، ثم امتدت الثورة الى أصفهان وأشنويه وشيراز وكرج وغيرها من المدن حتى ان المدن السنّية شهدت تظاهرات عنيفة. وأضرم متظاهرون النار في منزل آية الله الخميني.
الى ذلك، تمّ القبض على ممثلتين بارزتين بتهمة المشاركة في التظاهرات، كما اعتقلت الشرطة نجم كرة القدم الإيرانية وربا غفوري، وأعدمت الملاكم الايراني المشهور علي المطيري في سجن شيبان وغيره الكثيرين.
خامساً: يبدو ان النظام الايراني الذي يدفع الأموال الطائلة لميليشياته وعملائه لم يستطع تحقيق أي شيء بعد 43 عاماً سوى القمع والقتل والاعتقال والتدمير في البلدان التي يسيطر عليها.
فعلى سبيل المثال: سوريا والعراق واليمن ولبنان. صحيح ان الميليشيات الطائفية التي أنشأتها إيران في تلك الدول الأربع، والتي كلّفت آلاف المليارات.. حَرّمها نظام الملالي على شعبه ليصرفها على مشروعه الذي لم يحقق أي نجاح.. إذ ان جميع البلدان المحتلة من ميليشياته ومن الحرس الثوري الموجود بقوة السلاح، لم تستطع هذه الميليشيات أن تحكمها. انظروا الى العراق… هل الميليشيات الطائفية التي أنشأها تستطيع أن تحكم العراق؟ طبعاً لا.
الحالة نفسها في اليمن، كل ما فعلته تلك الميليشيات هو تدمير البلاد، لكنها لم تستطع أن تحكم هناك أيضاً.
سادساً: المصيبة ان الشعب الايراني الفقير، يرى كيف يُبَذّر نظام الملالي المليارات في الدول التي ذكرنا، ويحرم شعبه منها.
سابعاً: قبل أن نتحدث عن المؤامرة لا بُدّ من أن نعود الى أساس هذا النظام… من أين جاء؟ وماذا يريد؟.
كما هو معلوم إنّ آية الله الخميني كان يعيش في العراق وتحديداً في النجف هارباً من نظام الشاه، جاء الاميركيون وأخذوه الى فرنسا وتحديداً الى باريس، وأخذوا بدفعه لتحقيق مشروعه، وهو تشييع أهل السنّة، وللعلم فإنّ أهل السنّة في العالم عددهم مليار وخمسماية مليون مواطن، بينما لا يشكل عدد الشيعة في العالم أكثر من 150 مليوناً، فكيف يمكن أن ينتصر هكذا مشروع؟
على كل حال، من جاء بهذا النظام هم الاميركيون لأنهم يريدون فتنة سنّية – شيعية، وبالفعل فإنّ التخريب الذي حصل ما كان يمكن أن يُفرض على أربع دول أهمها العراق لولا نظام الملالي.
على كل حال، يبدو ان هذا النظام أشرف على نهايته.. بعدما حقق لأميركا مخططها… والآن أصبح الموقف الأميركي داعماً للثورة ضد الملالي، ما يبشّر بأنّ الثورة سوف تنتصر قريباً.