IMLebanon

سائحات إيران  

 

فيما كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعلن قراره بمنع دخول الأوروبيّين إلى الولايات المتحدة الأميركيّة مستثنياً بريطانيا ـ ونتوقع أن يندم لاحقاً على هذا الاستثناء ـ وفيما كانت إيطاليا تعلن إغلاق كنائسها حتى 3 نيسان المقبل، وفيما كان الرئيس الفرنسي أيمانويل ماكرون يعلن إغلاق المدارس والجامعات في فرنسا إلى أجل غير مسمّى، وفيما كانت تركيا تعلن إغلاق مدارسها وجامعاتها بعد ظهور إصابة واحدة بفيروس كورونا على أراضيها، كان وزير الصحة اللبناني «يتعنتر» على اللبنانيّين بأنّ الحكومة لا تستطيع إعلان خطة طوارىء بسبب الوضع الإقتصادي، على من يضحك «جنابه» مع حكومته، ما الذي فعله كوزير للصحة لتأمين أجهزة تنفّس للبلاد تحضّراً لتدهور الوضع أكثر؟ وما الذي فعلته وزارته لتأهيل مستشفيات في مختلف المحافظات من أجل الحجر الصحّي؟ هذه الحكومة والدّولة من الوقاحة بإشعارها اللبنانيّين أنّهم يسبّبون تعقيدات للوضع الإقتصادي لاختيارهم إعلان حالة طوارىء «مواطنيّة» واختيار اللبنانيين البقاء في منازلهم من ضمن الحملة الإعلامية الناجحة والتي حملت عنوان «خلّيك بالبيت».

 

وسط هذا المشهد الدوليّ العام الواعي والمدرك لخطورة العدو الضاري الذي يفترس العالم دولة تلو الأخرى، وفيما كانت الأقمار الصناعية الأميركية توزّع صور المقابر الجماعية التي جهّزتها لدفن موتى فيروس كورونا التي تفرض تعتيماً على أرقامهم الحقيقيّة بالرّغم من تفشّي الوباء في كل المدن الإيرانيّة، شاهد اللبنانيّون طوال يوم أمس ـ بفضل الحكومة والدولة المستهترة ـ السّائحات الإيرانيّات المتشودرات يتنقّلن بالميكروباصات «من قرنة لقرنة» من الروشة إلى مارينا إلى التلفريك، من دون أن تتصرّف هذه الدولة لحمايتنا، فهمنا أنّ الطائرات الموبوءة الآتية من إيران تحمل السائحين الدينيين وهم مواطنين لبنانيّين، ولكن مهلاً من أتين هؤلاء الإيرانيّات واحتمال كبير أنّهم يحملن الوباء؟!

 

لن نتحدّث عن تهشيل حزب لله السيّاح العرب وهم عائلات عاشوا عمرهم وهم يتخذون من لبنان مصيفاً ومشتىً ومركز عطلات طوال العام، هدّدوا أمنهم و»طفّشوهم» وخرّبوا اقتصاد لبنان وأوقفوا دوران عجلة الاقتصاد في قطاعات عديدة وأقفلوا بيوت وأرزاق اللبنانيين، هل هذه سياحة في زمن الكورونا، هؤلاء غالباً هم إيرانيات يصلون إلى دمشق لزيارة السيدة زينب عليها السلام ـ الواقعة تحت الإحتلال الإيراني ـ وزيارة طاقة رأس الإمام الحسين عليه السلام، وزيارة مشهد الرؤوس الستة عشر من أبناء الإمام الحسين المستشهدين معه في كربلاء، وزيارة إمهات المؤمنين في مدافن الباب الصغير، ثم يأتون بهم إلى لبنان برّاً في يوم أو يومين ويعيدونهم إلى دمشق، نحن معتادون على مشاهدتهم منذ سنوات، ومعتادون على التحسّر على حال السياحة الدوليّة التي وضعت لبنان ومدينة بيروت في الأماكن الأولى عالميّاً كيف أصبحت في حالٍ مزرٍ تعيس، وسلّمنا أنّ السائح سائح سواء كان إيراني أو أوزبكستاني أو طلياني أو تايلاندي أو إماراتي، لكن ما ليس عندنا استعداد أن نقبل هو أن نرى حزب الله عامداً متعمداً غير مكترث بصحة اللبنانيين إلى درجة إدخال الإيرانيين للسياحة فيما هم يتحمّلون الجزء الأكبر من بلاء هذا الوباء إلى الداخل اللبناني!

 

اليوم، سيطلّ أمين عام حزب الله حسن نصرالله ليتحدّث إلى اللبنانيين أم إلى بيئته الحاضنة «المكورنة» لا نعلم، ولكن نتساءل بأي عين سيتحدّث؟ هل سيصرف وقته في الدّعاء لإمامه ووليّه الفقيه علي الخامنئي أن يحفظه الله فلا يصيبه من هول وباء كورونا بعد أن أصاب المرض كبير مستشاريه علي أكبر ولايتي، أم سيدعو الله أن يحفظ لهم الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران بعينه التي لا تنام، أم سيحتار كيف يشرح للبنانيين طلب إيران من صندوق النقد الدولي مستعدة بخمسة مليار دولار أميركي مع أنّ البنك الدولي عميل للأميركان ومتآمر على لبنان، وكيف الحرام في لبنان حلالاً في إيران؟ مهما كان الذي سيقوله نصرالله اليوم فقط نسأل: بأيّ عين سيقوله وبأيّ ماء وجه سيواجه اللبنانيين؟!