Site icon IMLebanon

الغزل التركي الإيراني المفاجئ ؟

هل تحاول تركيا العودة الى نظرية “صفر مشاكل مع الجيران” التي سبق لها ان انتهت الى الفشل الذريع، ولماذا تختار البوابة الإيرانية لهذا، على رغم الإشتباك السياسي والأمني بين البلدين في سوريا والعراق مثلاً؟

هل الصدام المتصاعد بين تركيا وروسيا في الساحة السورية، وإمكان توسيط ايران لتحسين علاقاتهما، والحديث المفاجئ عن فيديرالية سوريا الذي أثار كوابيس الدولة الكردية في انقرة وطهران ايضاً، هل كل هذا هو الذي صاغ حسابات أنقرة المفاجئة لتصحيح العلاقات مع ايران؟

أم ان ايران بعد رفع العقوبات والتي تشكل ساحة للإستثمارات تتزاحم عليها الشركات الغربية، هي التي تدفع تركيا الى استلحاق نفسها لتكون حاضرة في البازار الإيراني المفتوح؟

هذه أسئلة قليلة من مروحة واسعة من التساؤلات التي أثارتها زيارة أحمد داود أوغلو لطهران يوم الجمعة، وخصوصاً عندما وقف الى جانب إسحق جهانجيري النائب الأول للرئيس الإيراني، ليعلنا فجأة وعلى رغم كل الخلافات والتناقضات بينهما “ان أمن المنطقة واستقرارها يستديمان عبر التعاون بين طهران وأنقرة” !

هكذا تقفز تركيا من مغازلة اسرائيل وبنيامين نتنياهو، بعد قرعها الإستغلالي لطبول القضية الفلسطينية، الى معانقة طهران حيث قال داود اوغلو بالحرف “ان ايران تشكّل نافذة تركيا الى دول آسيا، وفي الوقت عينه إن تركيا تُعدّ نافذة ايران على الدول الأوروبية، وان ايران منتج عملاق للطاقة وتركيا مستهلك عملاق للطاقة”… لكأن ايران لا تجد غير البوابة التركية للوصول الى أوروبا التي تزدحم وتتدافع عند ابوابها قبل رفع العقوبات، أو لكأن ليس من منتجين عمالقة للطاقة في المنطقة غير الإيرانيين!

الطرفان أشارا الى ان المصالح المشتركة بين ايران وتركيا تساهم في إحلال السلام لمشاكل المنطقة، ولكن من غير أن يوضحا كيف يمكن تجاوز التناقض العميق بينهما، اولاً عندما يقول حسن روحاني “إن لدى البلدين امكاناً لإتخاذ إجراءات فعالة مشتركة في الأزمة السورية”، حيث من الواضح جداً ان البلدين يتصارعان سياسياً وعسكرياً عبر حلفائهما، وثانياً ولو نظرياً أو بالأحرى دعائياً ايرانياً لجهة عداء ايران لإسرائيل، كيف يجدان مساحات للتفاهم والتعاون الذي وصل الى حد القول ان أمن المنطقة يمرّ عبرنا؟

على رغم الحديث السابق عن سعي رجب طيب اردوغان الى التوسط بين السعودية وايران على خلفية الصدام المتصاعد بينهما في كل المنطقة، وعلى رغم ان زيارة اردوغان للمملكة في نهاية العام الماضي انتهت بالإعلان عن إنشاء “مجلس للتعاون الإستراتيجي” مع الرياض في كل المجالات، ها هي الفئران التركية تلعب في طهران من وراء ظهر السعوديين، لكن أي حديث عن محاولة تركية لمصالحة طهران والرياض يسقط فوراً ما لم تتوقف التدخلات الإيرانية في سوريا واليمن والمنطقة كلها!