Site icon IMLebanon

الحرب.. حاجة إيرانيّة

 

 

في الوقت الذي كان يتردّد فرنسيّاً أنّه “لم يتبقَّ سوى بضعة أسابيع قبل أن تُغلَق نافذة الفرصة أمام إحياء الاتفاق النووي الإيراني” خرجت معادلة “الحرب أشرف” التي ألقاها أمين عام حزب الله حسن نصرالله في وجه اللبنانيّين قبل العدوّ الإسرائيلي، فأعادهم إلى نفس السؤال المقلق الذي يصطدمون به في كلّ مرّة يرسم فيها معادلاته: أيّهما الأهمّ والمهمّ عند حزب الله أمصلحة لبنان ودولته وشعبه أم مصلحة إيران؟ والإجابة على هذا السّؤال أصبحت بديهيّة ومعروفة مهما ادّعى الحزب عكس ذلك؟!

 

عملياً ليس هناك ضمانة بأن الحرب ستندلع أم لا، ولكن ذكّرتنا معادلة “الحرب أشرف” بمعادلة “خطاب الرّدع”، كان ذلك والعالم يتخوّف من وصول دونالد ترامب إلى الرئاسة الأميركية، ها نحن وقد جاء بايدن ويكاد يروح والحال لا يزال على ما هو عليه، ولا يزال كثيرون يبدون مخاوف كبرى من أن تندلع حرب عالميّة ثالثة وقتها بسبب سياسات دونالد ترامب والتحذير منها، واليوم بفعل الحرب الأوكرانيّة ـ الروسيّة ودخول أوروبا أزمات حادّة مع ارتفاع سعر المحروقات، وإعلان بعض الدّول الأوروبيّة عن تقنين التغذية بالكهرباء، وهواجس قطع الغاز الرّوسي عنهم في شتاء جليدي ينتظرهم، فيما لا يزال أمين عام حزب الله حسن نصرالله يتصدّر المشهد ليرسل رسائل تهديد “إيرانيّة” عبر المنصّة اللبنانيّة!!

 

كالعادة “الوليّ المرشد” اللبناني لا يجد غضاضة في إخبارنا أنّه آخذٌ برقاب اللبنانيّين إلى المقصلة، فيما “العهد القوي” لا يجد غضاضة في الصّمت والتّجاهل وادّعاء الانشغال بدوره في تشكيل الحكومة بدلاً من أن يدعو رئيس الجمهوريّة المجلس الأعلى للدفاع للانعقاد بشكلٍ طارىء وعاجل، في وقت كان فيه رئيس الحكومة المكلّف نجيب ميقاتي يتشمّس فيه “عم يعمل برونزاج” ويفكّر في توليفة تشكيلته، فيما لم يتجرّأ فيه مسؤول رسمي واحد في هذه الدّولة على الردّ رسميّاً على خيارات نصرالله المقلقة للبنانيّين بشكلٍ مباشر، خصوصاً بعد التّجربة والتيقّن وأنّ إسرائيل العدوّة تحترم حياة مواطنيها وقد بنت لهم عشرات الملاجىء والتحصينات وتتّخذ إجراءات تتناسب وحال الحرب أو التّهديد بها والتّحضير لها… والسّؤال: ماذا عنّا في لبنان، حيث يستخدم حزب الله المباني والأحياء والبيوت مستودعات لتخزين صواريخه غير آبهٍ بحياة الأبرياء والأطفال، وهل علينا التذكير بضحايا المجازر التي تسبّبت بها شاحنات حزب الله المتنقلة لإطلاق الصواريخ؟!!

 

سابقاً كان أمين عام حزب الله يضحك من اللبنانيّين ويحاول إقناعهم أنّ التهديدات الإسرائيليّة “مجرّد حرب نفسية” خصوصاً عندما تبلغ تهديداته ذروتها وهو أمر غير مسبوق منذ تهديداته بـ”ما بعد بعد حيفا” و”قصف مفاعل ديمونا” وصولاً إلى معادلة “كاريش وما بعد كاريش” في بلد لا تملك دولته “نرابيش” لإطفاء حرائق الأحراج المندلعة والتي جرى التحذير من اندلاعها بسبب ارتفاع حرارة الطّقس، في وقت يتشدّق فيه نائب حزب الله محمّد رعد بأّنّهم “أسياد هذا البلد ونحن الذين نرسم سياساته وفق مصالح أبنائنا” مدّعياً أنّ هناك سياسات وبرامج تُعدّ في الغرف السوداء، يا حاج هل هناك أسود من أيامكم على لبنان وشعبه يا عبيد إيران؟!

 

كان الحزب يطبّل ويزمّر للردع واليوم نسمعه يطبّل ويُزمّر للحرب. فعن أيّ ردعٍ كانوا يحدّثوننا؟ عن قصف وتفجير مفاعل ديمونا وتفجير خزانات الأمونيا في حيفا؟ ولكن ماذا لو قصفنا كلّ هذه وحقل كاريش فوقها ونحن لا نملك وثيقة تثبت أنّ هناك ثروة نفطية في بحرنا ثمّ اكتشفنا بعد الحفر ـوخراب لبنان ـ أنّه لا نفط ولا غاز في الحقول التي يقول نصرالله أنّها حقّ لبنان، هل سيقول لنا مجدّداً “لو كنت أعلم” والله “بيعملها”!!