IMLebanon

قرار إيران؟

ربما يتحمّل لبنان، وإن بصعوبة، وضعية المراوحة في المكان (المأزوم) ذاته، لكنه قد لا يتحمل خطوة سلبية واحدة الى الوراء.. خصوصاً وانه فقد منذ زمن، امكانية استعادة شيء من التمايز الذي جعله «مقصداً» في السلم كما في الحرب.

الوضع سيئ في ذاته وفي حواشيه الإقليمية: لبنان سبق محيطه في تلقف تداعيات نهج الممانعة، وجلس طويلاً عند حافة الانهيار غداة جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري. ولا يزال منذ ذلك اليوم الاسود حتى الآن، يدفع ضريبة تمنّع معظم أهله عن الاذعان والرضوخ والاستسلام لذلك النهج. وذلك، افضى في النتيجة، الى تراكم أزماته فوق بعضها بعضاً، ورسّوها أخيراً عند برّ وسيط… لا انفجار، لكن ايضاً لا حلول لأزماته، ولا تبريد لانقساماته.

اليوم هناك حديث آخر. وتسريبات مختلفة. وكلها تتقاطع عند التحذير من الأسوأ، ومن احتمالات غير مأنوسة ولا تبشّر بالخير، وتستند في معظمها، الى قراءة موقف ايران المتوتر و»القلق» من السياسات الاميركية في المنطقة، ومن الضربات المتلاحقة التي يتعرض لها مشروعها «التنويري» و»التثويري» في دنيا العرب والمسلمين، من اليمن الى سوريا! ثم انكشاف واقعها الداخلي على هشاشة كافية لأن تشيع حالة هلع من قدرة ليلة أنس توافقية في فيينا حول المشروع النووي، على محو تراكمات السنوات الـ35 الماضية من عمر الثورة!

وقد يكون كل التلويح بهزّ اليقينيات القائمة منذ انفجار الثورة السورية، حول خبرية ان البلد محمي بمظلة، تَوافَقَ الجميع على رفعها فوقه دون سواه من نقاط التماس والاختلاف والاشتعال، يهدف الى الدفع نحو ترسيخ ذلك الاستقرار وتدعيمه بخطوات محددة أبرزها انهاء الفراغ الرئاسي (؟) وقد يكون تمهيداً فعلياً لشيء ما سيحصل ويؤكد ذلك المعطى المشؤوم.. لكن ما لا يمكن تغييبه في الحالتين هو أن إيران (من خلال أدواتها) هي الطرف الوحيد القادر على تخريب لبنان أمنياً، ونقله الى مرحلة دموية جديدة.

منذ عشر سنوات والأمر كذلك، ولا يزال. وبالتالي، فإن الأسئلة الممكنة راهناً هي: هل قررت إيران فعلاً دكّ الاستقرار في لبنان لمحاولة إدخاله في بازار المقايضات الكبيرة مع الأميركيين وغيرهم؟ أم أن الأمر مرتبط بتطور الميدان السوري وبعملية الرسم بالسكين الجارية للخريطة الممتدة من الزبداني والقلمون الى اللاذقية ومنطقة الساحل؟ وهل ان عرسال في خطر كبير، ام ماذا؟

مجرد أسئلة، على وقع مناخ التهييج المستجد، وليس إلا!