IMLebanon

ملالي إيران يذرفون الدموع على حقوق الإنسان!

كعادتها سكبت إيران دموع التماسيح وقامت بتحريك عملائها في الداخل والخارج على ما قامت به السعودية من ممارسة حق سيادي لها في الحفاظ على أمنها الوطني عندما قامت بإعدام 47 إرهابًيا على ما قاموا به من أعمال العنف والإرهاب والتحريض ومنهم نمر النمر٬ وهذا أمر متوقع من إيران التي ما انفكت منذ قيام الثورة الإيرانية من إدخال المنطقة في دوامة من العنف باحثة عن حلم إمبراطورية فارسية في ثوب مذهبي٬ فهي تصدر لدول الخليج خاصة عناصر ومنظمات تقوم بأعمال العنف والتخريب دون احترام للقوانين الدولية واحترام مبادئ الجوار المشترك. ودول الخليج العربي٬ والسعودية خاصة٬ من جانبها تمارس سياسة التهدئة وضبط النفس ومحاولة البعد عن الصراعات والتعامل بعقلية العلاقات الطبيعية٬ وقد قامت السعودية خاصة باستضافة كثير من الشخصيات العليا الإيرانية٬ فلقد استضاف الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز الرئيس الإيراني الأسبق الإصلاحي محمد خاتمي في السعودية٬ وكذلك كانت هناك محاولات بذلت من كثير من دول الخليج لبناء جسور الثقة وإقامة علاقات سليمة تقوم على الاحترام المتبادل٬ لو لا الخلطة السياسية التي تحكم إيران وهي ولاية الفقيه التي تملك سلطة القرار٬ وكذلك لا ننسى دعوة الراحل سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي السابق لنظيره الإيراني لزيارة السعودية قبل «عاصفة الحزم» لإنهاء الهواجس المستمرة بين الطرفين ولكنه لم يجد أي تجاوب وكما يقول الشاعر العربي:

لقد أسمْعَت لو نادْيَت حًّيا

ولكن لا حياة لمن تناِدي

ومما يثير السخرية أكثر في ردة الفعل الإيرانية تجاه ما قامت به السعودية من محاربة الإرهابيين هذه هو تبج إيران عندما تتحدث عن انتهاك حقوق الإنسان في السعودية٬ وسجونها تمتلئ بالمعارضين وهذا ما أكدت عليه المعارضة الإيرانية مريم رجوي في كلمة لها مساء الخميس 24 ديسمبر (كانون الأول) العام الماضي٬ عندما كانت موجودة في احتفال أقيم بمناسبة أعياد الميلاد في كنيسة سان جيرمان دبره٬ وهي من الكنائس القديمة والمشهورة في باريس٬ قالت إن «هذا اليوم بالنسبة للشعب الإيراني يعيد ذكريات (كواكب الشهداء). ذكرى 120 ألف مجاهد ومناضل أعدموا على يد النظام الفاشي الديني٬ وذكرى 30 ألف سجين قتلوا في مجزرة جماعية عام ٬1988 وذكرى جميع السجناء السياسيين الذين أعدموا في السنوات الأخيرة٬ وذكرى قتلى أشرف وليبرتي لا سيما 24 مجاهدا سقطوا ضحايا على درب الحرية في الشهر الماضي على أثر القصف الصاروخي لنظام الملالي».

ومن جانبها أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار الثاني والستين لإدانة انتهاك حقوق الإنسان في إيران مساء الخميس 17 ديسمبر الماضي٬ وهو قرار أدانت فيه بقوة الانتهاك الهمجي والمنظم لحقوق الإنسان في إيران سيما الإعدامات الجماعية والتعسفية٬ والتعنيف والتمييز المتزايد ضد النساء والأقليات الدينية والقومية. وهذا هو القرار الثاني والستون للأمم المتحدة لإدانة نظام الملالي المعادي للإنسانية.

لا نريد أن نستطرد في عرض العهد الدموي في إيران منذ قيام الثورة فيها عام ٬1979 سواء لأحداث الداخل أو الخارج٬ فإيران أصبحت تمتلك رصيًدا من المشكلات٬ سواء مع المعارضة في الداخل أو في علاقاتها مع كثير من دول العالم٬ وآخرها الأزمة التي أثارتها بسبب مشروعها النووي٬ ولذلك تستغل إيران أي حدث٬ وخصوًصا ما يحدث في الدول المجاورة لها٬ لتأجيج هذا الحدث في محاولة منها للخروج من الوضع السياسي الذي وضعت نفسها فيه٬ فهل يعود ملالي إيران إلى رشدهم وينخرطون في علاقات سوية مع دول العالم كدولة لها تاريخها وحضارتها بين الأمم٬ أم تأخذهم العزة بالإثم أكثر ويصبحون مصدًرا لتصدير المشكلات لدول العالم؟