IMLebanon

السفير الإيراني الجديد «يحابي» المعارضين الشيعة

 

في الحادي عشر من شباط الحالي، أحيت السفارة الإيرانية في لبنان الذكرى الـ36 لانتصار الثورة الإيرانية بحضور شخصيات سياسية ودينية واجتماعية متنوعة، إلا أن اللافت هذه السنة كان حضور شخصيات شيعية معارضة لـ»حزب الله« ولسياسة إيران في المنطقة. فهل هذا مؤشر على تغير في السياسة الإيرانية تجاه المعارضين لها في لحظة المفاوضات الإيرانية – الغربية؟ وهل يمكن البناء على هذه الدعوة لعلاقة أفضل بالمعارضين الشيعة بعدما كان مشهد هاشم السلمان المعارض الشيعي مقتولاً أمام السفارة الإيرانية هو المشهد المهيمن على العلاقة بين إيران وخصومها في لبنان؟

مما لا شك فيه أن مشهد إحياء سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية ذكرى انتصار الثورة الإسلامية كان مخالفاً للصورة المعتادة وهو طبعاً مشهد لا يشبه احتفالات «حزب الله« لناحية الدعوات التي وزعت والشخصيات التي حضرت. وإن كان الحضور الرسمي المتنوع في هكذا احتفالات أمراً عادياً له علاقة بالعلاقات البروتوكولية والديبلوماسية فإن احتفال هذه السنة تميز بوجود معارضين شيعة لسياسة «حزب الله«.

عماد قميحة، الصحافي والمناضل السابق في صفوف الحزب الذي أصبح اليوم معارضاً لسياسته، كان من الذين حضروا الاحتفال ورغم أن الدعوة لم تكن شخصية، أي ليست باسمه بل باسم المركز العربي للحوار الذي ينشط فيه قميحة فإنه تعمّد تلبية الدعوة على اعتبار أن انتقاد «حزب الله« وإيران لا يعني العداء، وكذلك التأكيد على سياسة الخلاف السياسي الذي لا يعني القطيعة.

ويلفت قميحة لـ»المستقبل« الى حفاوة استقبال السفير الإيراني الجديد في لبنان محمد فتحعلي له، والذي أصرّ على وقوفه مع الصحافي المعارض لـ»حزب الله« علي الأمين في الصف الى جانبه لاستقبال المهنئين. ويضيف أن «ما كان لافتاً أيضاً هو رد فعل جمهور الحزب على هذه المشاركة خصوصاً أن هذا الجمهور اعتاد على وصف المعارضين له بشيعة عوكر، ومن هذا المنطلق فإن صورة معارضين للحزب الى جانب السفير الإيراني في احتفال تقيمه السفارة الإيرانية أثارت غضب الجمهور الذي لم يفهم كيف يستقبل السفير الإيراني شخصيات معادية لسياسة بلده«. وعن إمكان أن يكون هناك تغير معين في سياسة إيران بالتعاطي مع المعارضين الشيعة في لبنان يقول قميحة إنه يأمل ذلك لكنه لا يتوقع شيئاً واضعاً الدعوة الى الاحتفال في إطار «الفلتة» ليس أكثر. 

ويقول رئيس المركز العربي للحوار الشيخ عباس الجوهري الذي تلقى الدعوة الى حضور هذه المناسبة للمرة الأولى «إن تلبية الدعوة جاءت بعدما لبت السفارة الإيرانية دعوة لحضور الذكرى الأربعين لوفاة العلامة السيد هاني فحص عبر إرسال السكرتير الأول في السفارة وأربعة ديبلوماسيين«. ويضيف: «نحن اعتبرنا أن هناك مقاربة للجو الشيعي الذي هو خارج المنظومة القائمة من التبعية المفرطة، خصوصاً مع التحولات التي تشهدها إيران«. ويلفت الى أنه خلال حديثه مع معارضين آخرين لسياسة إيران مع السفير الإيراني خلال الاحتفال أكدوا للأخير أنهم يختلفون مع سياسة إيران ويكتبون ضدها، فكان رد السفير الإيراني: «ونحن نحبّكم«.

وعن انزعاج «حزب الله« من هذا الانفتاح على المعارضين له، يقول الجوهري إن «الحزب قادر على عرقلة أي انفتاح أو أي مقاربة جديدة في التعاطي مع المعارضين الشيعة في لبنان خصوصاً أنه يمون على السفارة الإيرانية وأنه لا مصلحة للحزب في أن تعطي إيران أي شرعية لأي طرف شيعي خارج الثنائية الشيعية«.

هذه الخطوة ترافقت مع خطوة أخرى وهي زيارة السفير فتحعلي لمنزل العلامة السيد محمد حسن الأمين، والتي وإن وضعت في إطار الزيارة البروتوكولية التي يقوم بها جميع سفراء إيران في لبنان لمواقع «الجيرة»، فمنزل السيد الأمين ملاصق للسفارة الإيرانية، فإنه لا شك أن هناك انفتاحاً معيناً أو مقاربة جديدة في التعاطي مع المختلفين مع إيران سياسياً. وبحسب الشيخ الجوهري فإن الزيارة «حملت زخماً سياسياً يتعدّى الواجب البروتوكولي«.