لا شك في أنّ الغزو الأميركي في 2003 للعراق غيّر من طبيعة هذا البلد العربي الذي لم يكن أحد يميز فيه من هو السنّي ومن هو الشيعي.
والأكثر من ذلك: 8 سنوات حرباً (من 1980 حتى 1988) كانت أكثرية الجيش العراقي من الشيعة وكان يحارب ولاية الفقيه، وكان يدافع ضدّ مشروع تصدير الثورة الدينية كما كان يدّعي آية الله الخميني ونظامه.
لقد كان صدّام على حق، هذا ما نتأكد منه اليوم، ومن خطورة المشروع الإيراني الذي أساء الى العالم العربي بقوّة.
ويأتي كبار المسؤولين الإيرانيين ويفاخرون بأنّ الامبراطورية الفارسية تمتد من حدود أفغانستان الى شواطئ البحر الأبيض المتوسط كما ردّد غير مسؤول إيراني كبير.
وبقي الشعب العراقي متماسكاً… إلى أن جاء الغزو الأميركي، ولو أردنا اليوم أن ننظر الى العراق بعد الإنسحاب الاميركي منه، وقيام السيطرة الإيرانية عليه حيث جيء بنوري المالكي واجهة لحكم قاسم سليماني…
وبدأ العراقيون يترحّمون على أيام صدّام حسين، لأنّ العراق، تحت سيطرة إيران، تقسّم… وتشرذم… وقامت دولة كردستان، وبرزت «داعش»… ووجدت الميليشيات الشيعية التابعة لإيران وليس للعرب.
من هنا ننظر الى زيارة الرئيس العراقي الى المملكة العربية السعودية.
والمشروع الإيراني – الأميركي (مشروع الفتنة السنّية – الشيعية) لا يمكن أن يتوقف إلاّ بالإعتدال الإسلامي وليس بالتطرّف لأنّ «داعش» والحرس الثوري (التطرّف الديني الإيراني) وجهان لعملة واحدة… فالإثنان خرّبا العراق ويخرّبان سوريا.
وهذه الزيارة هي فرصة نتمنّى أن تكون مدخلاً لعودة الوجه العربي الى العراق… فلا عراق من دون عروبة!