IMLebanon

العراق تحت الوصاية الايرانية

الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الى إيران، في مستهل تحركه خارج بلده، ذكرتني بأيّام كان يعيشها لبنان تحت الوصاية السورية حيث كان المغفور له الرئيس الحريري لا يسافر خارج لبنان إلاّ عبر سوريا ذهاباً وإياباً حيث يجب أن تكون مغادرة لبنان والعودة إليه من مطار دمشق، لماذا؟

بكل صراحة كان الرئيس الحريري يقول لي: لا أريد وجع رأس!

بصراحة أكثر أنّ النظام السوري كان لا يتقبّل أن تكون السلطة اللبنانية حرّة ومستقلة بل يجب أن تكون تابعة للقرار السوري! ولم يكن مسموحاً أبداً أن يكون الحكم اللبناني حراً بل يجب أن يكون تابعاً للنظام السوري الذي يقرّر عن لبنان ما يريد.

حادثة ثانية عادت الى ذاكرتي، في هذه المناسبة، إذ ذهبت قبل سنتين الى جنوب لبنان وتحديداً الى النبطية في واجب عزاء… ومن مستديرة الزهراني الى النبطية كانت تطالعني صوَر مرفوعة على جانبي الطريق تعود للمسؤول العسكري نائب قاسم سليماني المعروف في لبنان باسم «النويس» الذي قتل في الغارة التي قامت بها إسرائيل على منطقة «دمر» (مدخل دمشق الشرقي)، وكان النويس ضمن قافلة عسكرية كانت تنقل أسلحة لـ»حزب الله»، تلك الغارة هزّت دمشق في ما بدا أنّه زلزال بقوّة 6 درجات على مقياس ريختر، وقد دامت تلك الغارة دقائق طويلة كانت كفيلة بهزّ العاصمة دمشق.

صوَر الجنرال قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» منتشرة في بغداد الى جانب عراقيين يقاتلون «داعش» في معركة «امرلي» التي خاضتها قوات الحشد الشعبي بقيادة رئيس منظمة «بدر» هادي العامري، فلماذا يرحّب بسليماني في عراق العبادي ويرفض العرب والغرب؟