IMLebanon

عودة العراق الى عروبته

لافتة هي اللجنة العراقية البرلمانية التي كلفها رئيس الوزراء حيدر العبادي التحقيق في سقوط مدينة الموصل الشمالية في يد تنظيم «الدولة الاسلامية للعراق وبلاد الشام» (داعش) والتي فيها بين أبرز المتورطين رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، ورئيس أركان الجيش السابق بابكر زيباري، وقائد القوات البرية السابق الفريق أول ركن علي غيدان، ومدير الاستخبارات العسكرية السابق الفريق حاتم المكصوصي، ومعاون رئيس الأركان في الجيش لشؤون الميرة السابق الفريق عبدالكريم العزي، وقائد عمليات نينوى السابق الفريق الركن مهدي الغراوي، وقائد الفرقة الثالثة في الشرطة الاتحادية السابق اللواء الركن كفاح مزهر علي، وقائد الفرقة الثانية في الجيش العميد الركن عبد المحسن الفلحي، وقائد شرطة نينوى السابق اللواء خالد سلطان العكيلي، ومحافظ نينوى السابق (المقال) اثيل النجيفي، ونائب محافظ نينوى السابق حسن العلاّف، وقائد شرطة نينوى اللواء الركن خالد الحمداني، ومدير دائرة الوقف السنّي في الموصل ابو بكر كنعان، ووكيل وزارة الداخلية السابق عدنان الاسدي، وآمر اللواء السادس في الفرقة الثالثة في الجيش سابقاً العميد حسن هادي صالح، وآمر الفوج الثاني المسؤول عن حماية الخط الاستراتيجي في نينوى المقدم نزار حلمي، وآمر لواء التدخل السريع السابق العميد الركن علي عبود تامر، ومسؤول صحوة نينوى عضو مجلس العشائر انور اللهيبي.

وقد حرصنا على ذكر أسمائهم كونهم نموذجاً من تركيبة الجيش التي أقامها نوري المالكي، وهم نموذج صارخ عن الفساد الذي كان اسلوب المالكي في الحكم.

أما الاكتشاف الحقيقي الذي حدث فهو أنّ 50 ألف عسكري بأسماء وهمية و50 ألف رجل أمن بأسماء وهمية أيضاً كان يتقاضى أموالهم المالكي.

وقد أنفق خلال فترة المالكي ألف مليار دولار… والأهم أنّ أحد كبار بلدان النفط في العالم يشكو من عدم تأمين التيار الكهربائي لأنّ همّ المالكي كان كيف يسرق.

وإضافة الى الملف العسكري – الأمني، هناك أيضاً ملف قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني الذي كان يأخذ يومياً 200 ألف برميل من النفط من ثروة الشعب العراقي الطبيعية لتمويل «حزب الله» والحركات الفوضوية في كل أنحاء العالم، كما في البحرين، أو الخلية الأخيرة في الكويت، أو في مصر وبلغاريا سابقاً(…) وهذه كلها كانت تموّل من مبيع هذا النفط.

المالكي توجه الى إيران بذريعة المشاركة في المؤتمر السنوي الثامن لاتحاد الاذاعات والتلفزيونات الاسلامية في طهران… إنما في الحقيقة هرب الى هناك.

صحيح أنّ العبادي ألغى نواب رئيس الجمهورية الأربعة ونائبي رئيس الحكومة… وهذا في حد ذاته أمر جيّد ومهم، ووافق عليه البرلمان العراقي ولكن الطريق لا يزال طويلاً…

والخوف الكبير هو من إيران التي ستتدخل بالتأكيد لحماية جماعتها وفي طليعتهم المالكي وأيضاً اللصوص الذين يسرقون العراق.

والسؤال الكبير الذي يطرح ذاته هو: كيف تجرّأ العبادي على هكذا قرارات حاسمة؟

لا شك في أنّ المرجعيات الدينية التاريخية في النجف لا يمكن إلاّ أن تكون عروبية، والمرجع الأكبر السيستاني يدعم العبادي مباشرة… والعراق لن تستقيم أحواله إلاّ بالعودة الى العروبة والانتهاء من هذا السرطان الذي اسمه ولاية الفقيه.

عوني الكعكي