IMLebanon

صواريخ المقاومة تثقب درع “إسرائيل” الجوّي: عن أسباب فشل القبّة الحديديّة 

 

 

عندما اختار وزير الدفاع الإسرائيلي السابق عمير بيرتز في العام 2007 نظام القبة الحديدية لمنع وصول الصواريخ قصيرة المدى الى “الكيان”، لم يكن يتخيل أن تتساقط صواريخ الكاتيوشا “البدائية” على مناطق شمال فلسطين المحتلة في العام 2024، وتقف القبة عاجزة عن إسقاطها، ولكن في الواقع هذا ما يحصل اليوم.

 

بعد منتصف ليل الأحد الماضي بساعات قليلة اشتعل شمال فلسطين المحتلة بصواريخ حزب الله، إذ أعلن الحزب أن مقاتليه استهدفوا المقر المستحدث لقيادة الفرقة 146 في الجيش الإسرائيلي في جعتون شرقي مدينة نهاريا الساحلية بدفعات من صواريخ الكاتيوشا، رداً على العدوان الاسرائيلي على بلدة معروب الجنوبية، ولكن ما نشره المستوطنون الاسرائيليون من مشاهد مصورة لعملية الاستهداف هذه اظهرت أن الحزب تمكن من تحقيق نجاح باهر باستهداف الهدف بصواريخ الكاتيوشا، وأن القبة الحديدية فشلت في إسقاط الصواريخ.

 

لم يكن فشل القبة متعلقاً بعدم قدرتها على منع وصول الصواريخ الى الأرض، بل بات هذا الفشل مؤخراً “قاتلاً” للإسرائيليين أنفسهم، فالصواريخ بدل أن تُحبط الهجوم، تتساقط على رؤوس المستوطنين، تماماً كما حصل في مجدل شمس عندما تبرأ الاسرائيلي من قتل المدنيين السوريين، وما حصل على أوتوستراد في نهاريا منذ أسبوع.

 

هكذا تصبح نتيجة أي هجوم للمقاومة مضاعفة، فمن جهة تصل الصواريخ الى أهدافها ومن جهة أخرى تسقط صواريخ القبة الحديدية على المستوطنات المأهولة، وهو ما لم يتمكن الجيش الاسرائيلي من نفيه بظل انتشار ثقافة التصوير والنشر على وسائل التواصل.

 

يتباهى الاسرائيليون بنظام القبة الحديدية، تقول مصادر متابعة لمسار عمل المقاومة، مشيرة عبر “الديار” الى أن هذا النظام دخل الخدمة بين الأعوام 2010 – 2011، وتم تجربته اكثر من مرة، الأولى في عام 2012 خلال العملية التي أطلق عليها العدو اسم “عمود السحاب” واستمرت لثمانية أيام، وكانت النتيجة أن القبة تمكنت من إسقاط حوالي 70 بالمئة من الصواريخ التي اطلقت من قطاع غزة على مستوطنات الغلاف، والمرة الثانية في العام 2014، خلال العملية التي أطلق عليها إسم “الجرف الصامد”، وسمتها المقاومة الفلسطينية “العصف المأكول”، واستمرت لخمسين يوماً، ويومذاك تبجّح الإسرائيليون أن القبة تحسنت فعاليتها بعشرة في المئة، والمرة الثالثة عام 2021 في الحرب التي استمرت 15 يوماً، ووصلت فعالية القبة الحديدية بحسب العدو الى ما يزيد على 90 في المئة.

 

في حرب تموز عام 2006 لم تكن القبة موجودة، وكانت الحرب بحسب المصادر احد أسباب التفكير بطريقة لوقف الصواريخ قصيرة المدى، ومع اندلاع الحرب الحالية، بدأ يثبت للاسرائيليين أن التغنّي بالقبة وفعاليتها لم يكن بمكانه، فها هي فشلت في استهداف عرب العرامشة، وتفشل يومياً في إسقاط الصواريخ، ومؤخراً بدأت تشكل خطراً على المستوطنين أنفسهم.

 

بحسب المصادر فإن الجيش الاسرائيلي الذي يفتح تحقيقاً تلو الآخر عن أسباب فشل الاعتراض، يقول ان قصر المسافة بين مكان الإطلاق ومكان الاستهداف يصعب مهمة القبة، وفي مرات اخرى يقول ان الطبيعة الجغرافية لأرض المعركة هي سبب الفشل، وتُشير المصادر الى انه يتفادى قول الحقيقة بأن القبة فاشلة وأن المقاومة باتت قادرة على: أولاً استهداف منصات وبطاريات القبة الحديدية بواسطة المسيرات والتي تفشل المنظومات الأمنية الاسرائيلية في كشفها بسبب جودة عمليات الإطلاق، واستهداف عيون العدو على الحدود، وثانياً إغراق القبة الحديدية بكمّ من الصواريخ البدائية البسيطة بغية إفراغها من مخزونها وبالتالي إخراجها من الخدمة لوصول دفعات الصواريخ الأساسية، وثالثاً اعتماد تكتيكات بإطلاق الصواريخ مبنية على دراسات شاملة للقبة الحديدية وطريقة عملها واماكن وجودها، ورابعاً أن المقاومة كانت تتحضر طوال السنوات الماضية من أجل مواجهات كهذه، وهي درست القبة ونقاط ضعفها.

 

بعد ضرب “الهيرمز” وصورتها التي كانت لا تُقهر في العالم، ضربت المقاومة “القبة الحديدية”، فالصناعات الاسرائيلية العسكرية اليوم تعاني من سوء الأداء على أرض المعركة، وبعد طوفان الأقصى لن يتحدث الاسرائيليون عن نجاحات القبة الحديدية بل ضرورة استبدالها، فإذا كان إطلاق 30 صاروخاً قد تسبب بما تسبب به فجر الاثنين في الشمال، كيف سيكون الحال مع إطلاق مئات الصواريخ بأنواع مختلفة وأحجام متنوعة؟