IMLebanon

هل ينجح انقلاب سلمي في العراق؟

المفاجأة الكبرى التي أطلقها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، وتمثلت بحزمة إصلاحات إدارية ومالية واقتصادية، اعتبرت إنقلاباً على نظام المحاصصة الطائفي الذي أحكم قبضته على العراق منذ الاحتلال الاميركي في العام 2003، وأثبت أنّ هذه السياسة فاشلة بكل المعايير..

لقد ألغى العبادي ثلاثة مناصب لنواب رئيس الجمهورية هم نوري المالكي، واسامة النجيفي وأياد علاوي، وثلاثة مناصب لنواب رئيس الحكومة هم بهاء الأعرجي وروز نوري ساويش وصالح المطلك.

نظرة سريعة الى هذا الموضوع، نخرج منها بخلاصة مفادها ان من الطبيعي أنّ أي جسم لا يمكن أن يتحرك برأسين، فكيف إذا كان بستة رؤوس، هذا أولاً.

– ثانياً: إلغاء عدد كبير من المرافقين والحرس، الذين يقدّر عددهم بجيش ثانٍ مرادف للجيش العراقي، وهذا إنجاز ثانٍ بالغ الأهمية..

ليس من شك في أنّ الأيام المقبلة ستكون حافلة امام العبادي، فقراراته ستواجه تحديات من حزب «الدعوة»، إضافة الى تحديات زعماء فصائل «الحشد الشعبي»، الذين يدينون بالولاء لمرشد الجمهورية الاسلامية الايرانية علي خامنئي والذين دعموا التظاهرات أخيراً ورفعوا شعارات تطالب بإسقاط البرلمان وتحويل نظام الحكم الى رئاسي بدلاً من النظام البرلماني…

إنّ إيجاد توازن بين هذه القوى الطامحة الى السلطة والجبهة التي يدعمها السيستاني، وتتكوّن من القوى التي شاركت في رفض الولاية الثالثة للمالكي ستكون مهمة في غاية الخطورة، ما استدعى من منظمي التظاهرات الاحتجاجية ضد الفساد الى تكثيف تحركهم لتقديم الدعم المطلوب للعبادي لتمرير إصلاحاته وحمايته من الضغوط المتوقعة سواء من داخل حزبه أم من القوى الأخرى أم من خارج الحدود…

قد لا يصح وصف إجراءات العبادي -التي تنتظر المصادقة البرلمانية «إنقلاباً كاملاً» على المحاصصة الطائفية والحزبية في العراق، لكنها بالتأكيد بداية تمهد لهذا الانقلاب إذا طبقت بشكل حقيقي ومتوازن..

– ثالثاً: تقليص عدد الوزارات، وإلغاء بعضها، واختيار رؤساء الهيئات بعيداً من نظام المحاصصة..

– رابعاً: ملف الكهرباء… فتفجير خطوط نقل الطاقة الكهربائية من إيران الى العراق، وأعمال التخريب الأخرى تتم في الإطار ذاته، وهدفها إظهار عجز الحكومة المركزية في بغداد…

– خامساً: السياسة الضريبية والقضاء…

هذه الخطوة الكبيرة التي قام بها العبادي، إصلاحية وبالغة الأهمية، ويصح فيها أن نقول إنّها «إنقلاب سلمي، إنقلاب بكل ما للكلمة من معنى..».

الآن، هذا المشروع سيذهب الى البرلمان لنيل الموافقة، ومن المتوقع عبوره بنجاح، لأنّ الشعب مستاء جداً من القيادات التي تولت الحكم وأثبتت فشلها.. خصوصاً المالكي، الذي سيواجه هذا المسار الإصلاحي، وهو يعرف أنّ المرجعية الشيعية العليا ستكون مع العبادي، أي مع السيستاني..؟!

عوني الكعكي