Site icon IMLebanon

هل عون مَن يعرقل انتخاب الرئيس؟

همس عن فرصة دولية.. وانتظار لموقف «حزب الله»

وسط تشييع موجة تفاؤل عن همس يعبّد الطريق لانتخاب رئيس للجمهورية، يعتبر أحد النواب المسيحيين في كتلة «المستقبل» ان دقة هذه الأجواء يحددها جواب عن سؤال يتــيم: «هل بدأ العمــاد ميشال عون يفكر بإمكانية انتخاب رئيس غيره للجمهورية؟».

يضيف النائب «اذا كان الجواب إيجابا عن هذا السؤال، يسهل بعدها تذليل كل العقبات، أما اذا كان عون لا يزال عند قناعة أنا أو لا أحد فإن انتظارنا لانتخاب رئيس سيطول».

إن صحت معادلة النائب، التي يؤكد انها قناعة شخصية، فإن احتمال انتظار الرئيس يشابه انتظار «غودو». فبحسب أحد مسؤولي «التيار الوطني الحر» ان «شيئا لم يتغير في مقاربتنا موضوع الانتخابات الرئاسية. يمكن لخصومنا ان يرموا الاتهامات ويفبركوا التحليلات التي تحاول تبرئة ذممهم من تهميش رئيس الجمهورية ومعه وخلفه المسيحيون ودورهم، لكننا ثابتون على قناعاتنا بأن انتخاب الرئيس فرصة حقيقية لإثبات حرص الجميع على احترام الميثاقية، أو أقله رفع التهمة عن طبقة سياسية تصر على استسهال استضعاف المسيحيين والقفز فوق إرادتهم ومشاركتهم الفاعلة في حكم البلد».

بين الموقفين الحاسمين لـ«المســتقبل» و«التيار الوطني الحر» في موضوع انتخاب الرئيس، هناك من يراهن على الاستفادة من الحراك الدولي لإحداث صدمة انتخابية.

يقول أحد السياسيين في «14 آذار» ممن هم على تواصل دائم مع «المجتمع الدولي»، ان هناك «مؤشرات دولية ضعيفة لكن موجودة يمكن ان تسمح لنا باغتنام الفرصة والتلاقي لبنانيا للتوافق على رئيس. لكن هذا يتطلب إقناع حزب الله بذلك».

برأي هذا الســياسي أن «الأزمة، وان كانت في الشــكل عند العماد عون، إلا انهــا فعلــياً عند حــزب الله الذي لو شاء لضــغط على عون، بطريقة أو بأخرى، ليشارك في انتخاب رئيس. ويمــكنه اذا أراد ان يراعــيه شكلا الى أقصى الحدود، كما جرت العادة، بأن يترك له هامش مقاطعة الجلسة الانتخابية وخوض العهد الرئاسي الجديد من ضفة المعارضة المربحة حكما».

يضيف السياسي «السؤال المشروع هنا، ليس اذا كان العماد عون يريد سواه رئيسا للجمهورية ام لا. هذا سؤال معروف جوابه. السؤال الجدي هو هل يريد حزب الله اليوم رئيسا للجمهورية؟ أي مصلحة له بإعادة العمل بكل المؤسسات الشرعية من رأس الهرم مرورا بالحكومة وصولا الى الانتخابات النيابية وتفعيل عمل المجلس؟».

يخلص السياسي في «14 آذار» الى ان «حزب الله مرتاح اليوم الى الظروف العامة التي تحكم البلد وهي في منزلة بين منزلتي الفوضى والانضباط. فلا الدولة قوية، قادرة بأجهزتها الدستورية على مساءلته عن مغامراته، ولا هي غائبة بالمطلق ما دام يتشارك في حكومة مع من يفترض انهم يعارضون سياساته. فلمَ الإقدام على مغامرة انتخاب رئيس يفترض المنطق تقديم الحزب تنازلات له في بداية عهده، ولو حتى شكلية؟».

تتشارك قوى «14 آذار» قناعة راسخة لديها بأن «حزب الله» هو «الناخب الاول وما قبل الأخير، على اعتبار العماد عون هو من يحتل هذه المرتبة، لرئيس الجمهورية في معسكر 8 آذار»، على ما يؤكد أكثر مسؤول في «المستقبل». ويبدي هؤلاء استعدادا «للاستماع الى ما لدى حزب الله من جديد ليقوله في الموضوع الرئاسي». ويعتبر أحد النواب «اننا جرّبنا الحوار مع حزب الله مرارا وتكرارا، وفي كل مرة كان يسحب يده من يدنا ويعتمد أجندته الخاصة التي تتوافق مع مصالحه ومصالح حلفائه الاقليميين. لكننا محكومون بالتلاقي والتوافق. فإذا كان حزب الله يشعر بأن هذه اللحظة مناسبة لمد الجسور، فعليه ان يوضح خريطة طريقه، وان يفصّل في نقاط الحوار وآلياته وضمانة احترامه لمقرراته. منطق الاستقواء لا يبني بلدا ولا يضمن استقرارا، وهذا ما ندفع جميعا ثمنه، وأولنا، وربما أكثرنا، حزب الله».