Site icon IMLebanon

هل بدأ العد العكسي لنزول حزب الله الى الشارع؟

اكد مصدر سياسي متابع ان التظاهرات والحراك الشعبي تشهدها ساحة رياض الصلح وغيرها لن تؤدي الى اي تغيير جذري في بنية النظام السياسي، بالرغم من المطالب المحقة، التي رفعوها وبالرغم من الطابع الوطني الذي احاط التحركات، لان قوة الطوائف، وطائفية الطائف، ستحولان دون تحقيق اي انجاز على المستوى البنوي لصيغة الحكم القائمة، لان هذه التظاهرات تفتقد لآلية تنفيذ علمية، تتضمن بدائل منطقية، الا ان هذا الحراك الشعبي سيؤدي الى الدفع بقوة، نحو التغيير القادم، والذي سيقوم على اسس واضحة تنسف كل ما سبقها في اتفاق الطائف وتفاهم الدوحة، انطلاقاً من قانون انتخابات يعتمد النسبية، يشكل مدخلاً رئيسياً لكل المشاكل العالقة والتي يعتريها الالتباس والتفسيرات المتناقضة وفق مصلحة القوى السياسية والطائفية.

واشار المصدر السياسي الى ان العد العكسي لنزول جمهور حزب الله الى الشارع بدأ، لان همومه المعيشية لا تختلف عن هموم المواطنين الذين عبروا عنها وعن آلامهم في ساحات بيروت، فهو يعاني كغيره من فقدان الكهرباء وتراكم النفايات، والقرارات والقوانين الجائرة، والادارة المترهلة التي تسودها السرقات والرشاوى. ولفت المصدر الى ان يوم نزول جمهور حزب الله الى الشارع قد يكون يوم تتأكد فيه قيادة حزب الله ان رئيس الحكومة تمام سلام ومعه تيار المستقبل، ماضون بمحاولاتهم عزل التيار الوطني الحر وكسر العماد عون، لان حزب الله دائما يؤكد على لسان امينه العام السيد حسن نصرالله، ومسؤوليه بانهم لن يسمحوا لاحد بممارسة هذه السياسة، تجاه فريق اتخذ مواقف مشرّفة في دعم المقاومة وتصديها للعدو الاسرائيلي المدعوم اميركياً وخليجياً في حرب تموز عام 2006.

ونصح المصدر السياسي توقف الحكومة وبعض الوزراء عن استفزاز العماد عون وان لا تدعو الى اي جلسة لمجلس الوزراء، ما لم يتم فيها الاتفاق على آلية عمل مجلس الوزراء في ظل شغور كرسي الرئاسة في القصر الجمهوري، واستفزاز الشارع الذي انتفض بوجهها من بوابة النفايات، وادارة الظهر لمطالب المحتجين. ودعا المصدر الحكومة الى ان تستمر في استراحتها اذا لم تبادر الى المساهمة في الحلول التي يطرحها رئيس مجلس النواب نبيه بري، وان كانت حلول مؤقتة تجنب البلد الانفجار الواسع، والذهاب نحو المجهول المخيف.

ورجح المصدر ان تستمر الاحتجاجات في الشارع لان الحكومة عاجزة عن ايجاد الحلول للكثير من الملفات المعقدة، والحلول التي يدرسها الرئيس بري، قد يسبقها غضب الشارع، بانتظار نتائج التسويات التي تنتظر تصديق الكونغرس الاميركي للاتفاق النووي مع الجمهورية الاسلامية في ايران ومجلس الشورى الايراني لتظهر ملامحها التي سترسم مستقبل المنطقة وتحدد مواقع نفوذ القوى الدولية والاقليمية التي تواجه الارهاب بكل فروعه وفي اكثر من مكان وفي طليعتها طهران والعراق وسوريا ومجاهدو المقاومة الاسلامية في لبنان بدعم صيني وروسي وايضا نصح المصدر بعض القوى السياسية الى التعقل والاعتراف بسقوط رهاناتها، وانتظار التسويات في الصالونات وليس في الاقبية المظلمة.