IMLebanon

هل يصمد الحوار أمام العاصفة ؟!

هل هي صدفة ان تتلازم ازمة اليمن مع التوصل الى اتفاق اممي مع ايران حول ملفها النووي، ام ان الحالتين حملتا في الأساس جينات صدامية متشابهة، تسببت في الملف النووي الايراني الى لعنه من الطرفين المعنيين به، بحيث نأى بنفسه عنه المرشد الأعلى للجمهورية الايرانية، وهجاه بما وجده مناسباً، وانتفض الكونغرس الاميركي عليه من الجمهوريين والديموقراطيين على السواء وقيّدوا حركة الرئيس باراك اوباما في قرار، لا اذكر اذا كان له سابقة من قبل، ما وضع الاتفاق الذي ينتظر ان يكون نهائياً في نهاية شهر حزيران في مهبّ ريح غير مؤاتية، من شأنها اذا عصفت واتّحدت مع ما يجري اليوم في اليمن، ان تدخل المنطقة كلها، في «عاصفة الموت» التي لن ترحم احداً، لأن جميع دول المنطقة بما فيها ايران وتركيا واسرائيل، معنية بالملفين معاً، حتى ان الدول التي حيّدت ذاتها عن ملف النووي وبعده عن ملف اليمن، لن تنجو من لهيب «عاصفة الموت» ان لم تجد اطفائيين عاقلين يهمدون ألسنة النار قبل ان تمتد الى كل مكان.

بطبيعة الحال، ومن حيث المبدأ، كان يمكن للبنان بحكم موقعه الجغرافي البعيد نسبياً عن موقع التوتر، ان يعتقد ان العاصفة لن تلفحه، خصوصاً اذا اضيف الى موقعه الجغرافي قرار دولي بتحييد لبنان عمّا يدور في المنطقة، واعلان نيّات من قبل الفريق المتحالف مع ايران، والفريق المتحالف مع المجموعة العربية وفي مقدمها المملكة العربية السعودية، بعدم اقحام اللبنانيين في النزاع القائم، وعطدم السقوط في نزاع داخلي يأكل الاخضر واليابس، ويوصل الى نهاية لبنان الوطن، من هنا كان التوافق على بدء حوار بين حزب الله وتيار المستقبل، الغاية منه تبريد الساحة اللبنانية سياسياً، وتبريد الساحة الاسلامية، مذهبياً، واعطى هذا الحوار ثماراً ناضجة حتى الآن، الى ان وقعت الواقعة وانطلقت «عاصفة العزم» العربية ضد التمدد الايراني في العراق وسوريا وفلسطين ولبنان، واطاحة حزب «انصار الله» اليمني الحوثي المتحالف مع ايران بالرئيس اليمني الشرعي وبحكومته وامكانية احتلال عدن والمضائق البحرية الاستراتيجية، ما دفع حزب الله الى التنديد بشدّة بالقصف الجوي الذي تقوده السعودية، وبهجوم كاسح على العائلة المالكة، وجاء الردّ عليه عنيفاً من تيار المستقبل، وبدأ الحوار بين الاثنين يهتز رغم التطمينات، لكن الامور في اليومين الماضيين تشي بكثير من التصعيد الذي ينتظر ان يصل الى قمته اليوم الجمعة بالكلمة المنتظرة لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله خصوصا وان جريدة الاخبار القريبة من حزب الله، اكّدت ان الحزب «كسر مزراب العين» ولا عودة الى الوراء «وخلص المزح» في حين دان وزير الداخلية نهاد المشنوق، بعد آخر جلسة حوار، الكراهية الايرانية ضد السعودية والعرب، وقول السفير السعودي في لبنان ان تجاوز الخطوط الحمر لن يمرّ دون عقاب…