أضاف توقيف سجى الدليمي زوجة زعيم تنظيم “الدولة الاسلامية” على يد مخابرات الجيش امس، معطى جديدا يمكن التعويل عليه ويقوي الورقة التفاوضية للمدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم المكلف رسميا بادارة هذا الملف، والاتصال بسوريا من اجل الافراج عن معتقلات في السجون السورية وفق ما يطالب به خاطفو العسكريين.
ولم يتمكن اي مسؤول من الجزم بما اذا كان المكمن الذي حصل مساء امس لدورية للجيش في رأس بعلبك وادى الى استشهاد ستة عسكريين وسقوط جريح، ردة فعل على هذا التوقيف. وتجدر الاشارة الى ان توقيف الدليمي وابنها تم منذ عشرة ايام وبقي طي الكتمان كي تتمكن القيادة العسكرية في المنطقة من اتخاذ الاجراءات الوقائية تلافيا لأي هجوم على مواقع او دوريات للجيش. ولم يعرف ما اذا كان اختيار تلك المنطقة التي تقع خارج البلدة يرمي الى توجيه رسالة مؤداها ان البرج الذي شيّد في محيط البلدة هو لمنع اي تسلل من سوريا يمكن خرقه، بعدما نشر عن اهمية تشييد تلك الابراج الـ 12 حتى الآن باشراف وتمويل وتخطيط بريطاني وبالتنسيق مع قيادة الجيش.
ونصح سفراء عرب واجانب في بيروت بالافادة من هذا التوقيف عبر ممارسة الضغط على البغدادي الذي يحتجز 11 عسكريا لبنانيا، من اجل الافراج عنهم، وقد تكون سجى مفتاح الحل لأزمة العسكريين المخطوفين، او مادة للتفجير. وهناك عامل قوة آخر هو ان الامن العام اعلن صراحة في بيان رسمي امس انه ماض في توقيف العقيد السوري المنشق عبدالله حسين الرفاعي في المديرية، ومصيره مرتبط بمجرى المفاوضات الهادفة الى اطلاق العسكريين.
ويشار ايضا الى ان مديرية المخابرات في الجيش كانت اوقفت زوجة المسؤول في “جبهة النصرة” ايمن شركس في زغرتا، وسارعت الى جمع معلومات من مسؤولين لبنانيين عن موعد دخول سجى الى لبنان وهدفه، وعبر اي طريق، من عرسال او الشمال، وما اذا كانت مكلفة مهمة او لأي سبب آخر، وعن مكان وجود زوجها. وهناك ايضا مسؤول بارز هو عماد جمعة كان الجيش قد اوقفه في جوار عرسال قبل المواجهة.
ونقل عن هؤلاء السفراء انه يأمل ضم هؤلاء المعتقلين الى اللائحة التي يمكن ان يستخدمها اللواء ابرهيم للافراج عن العسكريين.
لكن السؤال: هل موقف “داعش” و”النصرة” واحد، ام ان لكل منهما مطالبه الخاصة به؟ من هنا يمكن فهم ما يردده الرئيس تمام سلام من ان المفاوضات معقدة ومتداخلة، وما يرضي “التنظيم” لا تقبل به “الجبهة”.
وقال متابع لملف العسكريين ان ما يعتبره بعض المسؤولين عناصر قوة في عملية التفاوض لا يعكس واقع الحال، بل على العكس، بدليل ما تسبب به تهديد الجندي علي البزّال بالذبح على يد “داعش” اذا لم تنفذ ما يطالب به “التنظيم”.
ولفت سفير دولة كبرى تقدم للجيش مساعدات عسكرية وتدريبا على الاسلحة والقتال، الى انه يجب رفع عدد الجيش المقاتل وإعداد فريق كبير مدرب على عمليات التدخل والرصد على أعلى المستويات، نظرا الى المخاطر الامنية في ارجاء البلاد، ومن اخطر ما يواجهه من تحديات العدد الكبير للسوريين الذين دخلوا لبنان لاجئين، وتبين انهم يقاتلون لدى “داعش” او “النصرة” عندما يطلب منهم ذلك.