Site icon IMLebanon

هل تنتهي المبادرة الحريرية عند.. فرنجية؟

خلاصة «الجولة الرئاسية»: زعيم «المردة» الأوفر حظاً!

هل تنتهي المبادرة الحريرية عند.. فرنجية؟

على طريقته الخاصة، المازجة بين السخرية والتعبير الصوَريّ، اختار وليد جنبلاط يوم الأحد الماضي أن يُغرق متتبعي «تغريداته» بالحيرة، فنشر صورة تظهر محارب طواحين الهواء دون كيشوت معلّقاً عليها بعبارة «الرئاسة في متناول اليد»، ومنهياً اياها بسلسلة وجوه ضاحكة، وأكملها لاحقا بسؤال: «ما العمل»؟

لم يفهم ملاحقو الرجل ما اذا كان مقتنعاً بجدية المشاورات التي يقودها سعد الحريري وما اذا كانت ستضع عصفور الرئاسة في اليد، أم أنّ كل الحراك الحاصل هو مجرد قتال لطواحين الهواء، سيترك الحرب مفتوحة من دون حسم للنتيجة!

وفق الاحتمال الثاني، غادر الحريري بيروت من دون أن «يبق البحصة». فلا أعلن تبنيه بشكل رسمي لترشيح العماد ميشال عون ولا أبلغ الرأي العام نفض يديه من مبادرة ترشيح سليمان فرنجية، ولا شرح للناس حصيلة جولته على المرجعيات السياسية.. ولا أودعهم «سرّه». غادر الرجل كما عاد. منح المتحمسين لكل من عون وفرنجية ما يكفي من أسباب وحيثيات كي يتمسكوا بخياراتهم!

بهذه الخلاصة يقول داعمو ترشيح رئيس «تيار المردة» إنّ الجولة الصامتة التي قادها رئيس «تيار المستقبل» انتهت حيث بدأت: من مربع فرنجية انطلقت واليها عادت. برأيهم، فقد دلت المشاورات العابرة للمحاور والأطراف أنّ ترشيح القطب الزغرتاوي هو الأثبت والأقدر على سحب الرئاسة من عنق الشغور، بدليل أنّ محاولة الحريري كسر الجمود واجهت حائطاً مقفلاً سيحول دون تبنيه لترشيح «الجنرال».

يستعرض هؤلاء عناوين المشاورات التي أجراها الحريري، ليستنتجوا أنّ ترشيح فرنجية لم يفقد مدّة صلاحيته، وأكثر من ذلك لا يزال بنظرهم هو الأكثر قدرة على اجتياز حقل التناقضات اللبنانية ليكون خطّ التقاء ووصل بين الخيارات السياسية المتباينة. وقد جاءت، كما يروون على الشكل الآتي:

ـ خلال اللقاء في بنشعي لم يلمّح الضيف، لا من قريب ولا من بعيد عن نيّته بالتخلي عن ترشيح مضيفه. صحيح أنّه عرض لهواجسه اذا استمر الشغور الرئاسي، لكنه لم يحسم خياره بالاستدارة نحو «الجنرال»، ما يعني أنّ خيار فرنجية لم يسقط أبداً من حساباته، بل على العكس تماماً، كما يقول هؤلاء، فقد نجح نواب «المستقبل» في أخذ رئيسهم الى حيث يريدون لا العكس، ومن الطبيعي أن لا تُذكر مبادرة فرنجية في بيان الكتلة الأخير طالما أنّ الحريري فتح باب المشاورات وبالتالي وضع كل الخيارات على الطاولة، ولكن أن ينتهي المشوار من دون تبن صريح لعون، فهذا يعني أنّ خيار فرنجية لا يزال قابلاً للحياة.

ـ في معراب، بدا سمير جعجع كما يؤكد داعمو ترشيح فرنجية، حريصاً على ضيفه أكثر من حرصه على أي أحد آخر، إذ إنّ ما تسرب عن اللقاء، وفق هؤلاء، يشي بأنّ رئيس «القوات» حاول تخفيف اندفاعة صديقه قدر الإمكان نحو أي خيار يفسر تنازلا جديدا من شأنه أن يرتد سلباً على موقعه وزعامته.

ـ عند «الكتائب»، استمع الحريري من أمين الجميل الى شرح لمضمون تغريدة فرنجية التي توقع فيها أن يصيب زعيم «المستقبل» ما أصاب الجميل بعد تعيينه «الجنرال» رئيسا للحكومة العسكرية في العام 1988.

ـ أما في عين التينة، فقد أعاد بري الكرة الى ملعب خصومه. مشوار ترئيس عون ليس نزهة بسيطة أو مجرد تفاهم ثنائي أو ثلاثي. ثمة خارطة طريق تبدأ من الخارج (السعودية أولا) وأيضا من عند الإقرار بدستورية مجلس النواب ورئيسه وسلة الحل الشامل.

ـ في الرابية، انتهى اللقاء في مربع التمهّل. لا هو أخضر الرئاسة ولا هو أحمر الممانعة، مع أنّ منطق الأمور كان يفترض أن تنتهي الجلسة بتبنٍّ صريح لـ «الجنرال»، غير أن ما رشح أفضى الى أنّ ثمة خطوات ناقصة لم تستكمل بعد وتحول دون القيام بالخطوة الأولى على الطريق المؤدي الى بعبدا.

في الخلاصة، يقول هؤلاء إنّ هذه الجولة معطوفة على المناخ الضبابي السعودي، أديا الى اصطدام حراك الحريري بحاجز الممانعة الداخلية التي تحول دون ارتقاء الحراك الى صيغة التفاهم وحاجز الضوء الأخضر السعودي الذي لم يصدر بعد.

يكفي المتحمسون لرئيس «المردة» ما سمعوه من ديبلوماسي غربي نقل اليهم عن وزير خارجية دولة غربية دائمة العضوية في مجلس الأمن أنّ ترشيح فرنجية لا يزال هو القاسم المشترك والحل للأزمة الرئاسية، كي يرفعوا من منسوب تفاؤلهم أكثر.