درهم وقاية خير من قنطار علاج، ولكن في جمهورية المسؤولين الصُمّ هل مَن يسمع؟
نكتب هذا الكلام لأنَّ ملف السلامة العامة في مطار رفيق الحريري الدولي لم يعد يحتمل الإنتظار ولا التلكؤ ولا الإهمال، فماذا ينتظر المعنيون لوضع حدٍّ لمسببات الكارثة قبل أن تقع؟
حين سقطت طائرة كونكورد بعد لحظات من إقلاعها من مطار شارل ديغول، بيَّنت التحقيقات أنَّ سبب الحادثة قطعة حديد كانت موجودة على المدرَّج، حلّت الكارثة وكانت النتيجة إيقاف رحلات طائرات الكونكورد.
كم من قطعة إهمال في محيط مطار بيروت وعلى مدرَّجاته؟
على المدرَّجات حديد الرصاص الطائش من جراء إطلاق النار اليومي في المناسبات الموجودة كل يوم:
ففي الأفراح رصاص طائش.
وفي الأحزان رصاص طائش.
وإذا نجح تلميذ رصاص طائش.
وإذا وقع إشكال على أفضلية المرور رصاص طائش.
فهل تتوقف هذه العادة بعد وقوع حادثة طيران لا سمح الله؟
غير الرصاص الطائش على المدرجات، هناك الرصاص الذي يتزامن إطلاقه مع إقلاع الطائرات، فماذا لو أصاب هذا الرصاص إحدى الطائرات التي تُقلِع؟
مَن يتحمَّل المسؤولية؟
فالأبنية السكنية والأحياء الشعبية والسطوح حيث تُطلَق النيران، هي بمستوى المدرّجات وإقلاع الطائرات، فماذا لو انحرف بعض الرصاصات وأصابت الطائرات التي تُقلِع، فماذا يحل من كوارث في هذه الحال؟
***
هذا عن شرق المدرجات، فماذا عن الجهات الأخرى؟
هناك الإرهاب البيئي الذي لا يريد أحدٌ أن يسمع عنه أو ينظر إليه، وهذا الإرهاب البيئي يتمثَّل في تجميع النفايات في الكوستابرافا للإنتقال لاحقاً إلى المرحلة الثانية من معالجتها. في هذه المرحلة هناك المخاطر التالية:
الإنبعاثات السامة من تلك النفايات، من جرّاء تخمُّرها. وهذه الإنبعاثات من شأنها أن تلوِّث الجو في محيط المطار.
الطيور المتجمِّعة فوق تلك النفايات، وهذه الطيور قد تدخل في محرِّكات الطائرات، ما قد يتسبب في الكوارث، التي يجب التنبيه إليها.
***
إذاً، رصاصٌ طائش، إنبعاثات سامة، طيور تائهة، والحصيلة أنَّ عوامل حصول الكارثة تتجمَّع، فهل يتنبَّه القيِّمون إلى هذه العوامل؟
إضافةً إلى كل هذه المعطيات، فإنَّ شركات التأمين العالمية تدرس هذه المخاطر، ومن جراء هذه الدارسة فإنها قد تعمد إلى رفع قيمة التأمين على الطائرة التي تُقلع من مطار بيروت أو تصل إليه، بسبب ارتفاع نسبة المخاطر وهذا ما قد يؤثِّر على أسعار بطاقات السفر من وإلى مطار بيروت، وهذا الإرتفاع قد يُوصِل إلى التأثير سلباً على الحركة السياحية، فهل هذا ما يريده المسؤولون؟
وهل يُدركون فعلاً ما تجنيه ممارساتهم؟