Site icon IMLebanon

هل دخل جعجع «نادي الكبار» من البوابة السعودية؟

 

 

لم تتأخر المملكة السعودية كثيرا بعد توقيع الإتفاق النووي الإيراني، من «ترتيب جبهه» حلفائها الإقليميين في المهلة المحدّدة لإيران (6 شهر ) من أجل إثبات حسن تطبيقها لما تمّ الإتفاق عليه في فيينا، ليتحول بعدها لأكبر إتفاق ديبلوماسي عرفه العصر الحديث يتمثل برفع عقوبات على بلد من دون شنّ حرب عليه وقد أتت زيارة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إلى المملكة العربية السعودية في السياق نفسه في هذا التوقيت الحسّاس بالنسبة للداخل اللبناني وللوضع الإقليمي ككل وهي في نظر قياديين من القوات اللبنانية تشكل محطة «إستراتيجية» وليست زيارة عادية على مستوى علاقة حزب القوات مع المملكة وتحديدا مع زعيمها سمير جعجع، ويقول مصدر وسطي عن الزيارة أنها حصلت بعيد توقيع الإتفاق النووي بين إيران مع الدول الأوروبية والولايات المتحدة، وموقف المملكة «الحذر» من هذا التوقيع الذي إعتبرته «خطرا» قد يتهدد البلدان العربية في ظل ما أسمته «بالتدخلات الإيرانية» في شؤون هذه البلدان سواء في سوريا والعراق واليمن وبطبيعة الحال لبنان الذي يحتفظ «بخصوصية» في «الإستراتيجية» السعودية في المنطقة تجعل من التخلي عنه أمرا مستحيلاً.

أما من ناحية الوضع الداخلي يضيف المصدر، فإن جعجع وبعد توقيعه «اعلان النيات» مع الجنرال عون قد كرّس نفسه «زعيما» مسيحيا يشارك الجنرال عون شعار الدفاع عن «حقوق المسيحيين» وهو أمر تكلّف الدكتور جعجع «عناء» شرحه لقادة المملكة و«طمأنتهم» عن حدود «التحالف» مع عون أو مدى السير «بطروحاته» التي تتعارض مع رؤية المملكة للنظام في لبنان وعدم المسّ «بمقدساته «السياسية وعلى رأسها إتفاق الطائف «مولود» المملكة «المدلّل» واحد أهم إنجازاتها على الساحة اللبنانية في القرن الماضي.

واشار المصدر الى ان الوضع الحكومي المتأزم وموقف الجنرال ميشال عون الرافض لأي تسوية وموقف حزب القوات اللبنانية الذي «نأى» بنفسه عن هذا السجال خاصة أنه يعتبر نفسه غير معني بالموضوع مباشرة كونه غير مشارك في الحكومة ما قد يُفَسر بأنه دعمٌ غير مباشر للجنرال وبالتالي تصبّ في مصلحته «بمعركته» ضد الرئيس تمام سلام الأمر الذي ترفضه المملكة ولا ترضى «لصديقها» الدكتور جعجع بأن يكون شريكا» مُضاربا «في لعبة عضّ الأصابع التي تتعرض له الحكومة حاليا، وخاصة بعدما إستشعرت المملكة بأجواء «الودّ» «المقصود» الذي يسود العلاقة بين الرجلين في الآونة الأخيرة وهو ما إنعكس «تنسيقا» غير مباشر على بعض الملفات المتأزمة مثل الموقف من الدورة الإستثنائية لمجلس النواب والحديث عن الحقوق المسيحية ومواصفات الرئيس القوي عدا السير بموضوع «الإستطلاع» المسيحي الذي طرحه العماد عون ورحبت به القوات لإنه «بأسوأ» الحالات سوف تنعكس نتائجه إيجابا على موقع جعجع في الوسط المسيحي وتُقدّمه كقطب بارز يتم «إستمزاج» رأيه في قضايا كثيرة، لا بل من الممكن أن يعتبر طرفا «فعّالا» في محوار الصراع الإقليمي الذي تقوده المملكة بمواجهة إيران على المستوى اللبناني، ومن هنا كانت الدعوة التي وُجهت للدكتور جعجع ولقاؤه أعلى الشخصيات في المملكة وإستقباله «بحفاوة بالغة» أثارت ريبة الأصدقاء والخصوم على حد سواء خاصة أن الصورة إختلفت كثيرا بين زيارة العام الماضي وزيارة الأمس ما يفتح «شهية» المتابعين على السؤال عما تريد المملكة أن تكسب من جعجع؟

تقول مصادر سياسية مطلعة إن الإستقبال المميز الذي حظي به الدكتور جعجع يؤكد رهان المملكة على «حصان» مسيحي قوي بمواجهة الجنرال عون قد يخدمها في «مخططها» الهادف إلى إختيار رئيس للجمهورية يتشارك معها قدر من «الود» المفقود تجاه الجنرال عون، وهي مشاعر الفريق الآخر نفسها مع جعجع، ورغم إدراك المملكة بصعوبة إيصال «صديقها» جعجع إلى سدّة الرئاسة إلإ أنها على الأقل تحاول «نزع» صفة الرجل المسيحي الوحيد والأقوى عن الجنرال عون كمرشح للرئاسة ما قد يقلل من حظوظه في هذه الإنتخابات فيما لوحصلت قريبا!

تتابع هذه المصادر أن الدكتور جعجع دخل في نادي «الكبار» من البوابة السعودية لأنه أحسن «إستثمار» اللحظة داخليا وعربيا وهو قد ينفع في «الجبهة» التي تحاول المملكة تكوينها مقابل الحلف القوي الذي تشكلّه طهران والذي يضمّ على الجبهة اللبنانية حزب الله وميشال عون – «غريم» السعودية الأول مقابل الدكتور جعجع وهو «الرجل المسيحي» القوي «بنظر المملكة ومدعوم» بعطف «ومكرمة» مَلكيّة سوف تترجم على الأرض وتخفّف من الأزمة المادية التي تضرب أكثر الأحزاب اللبنانية ووسائل إعلامها تحديدا في 14آذار.

في المحصلة تتوقع تلك المصادر أن يزداد الضغط الداخلي على الساحة اللبنانية أقلّه في المدى المنظور ريثما تتضح صورة التسوية الشاملة التي يمكن أن تكون «ساخنة» فيما لو «لم تجر الرياح بما تشتهي السفن»، في المقابل تؤكد مصادر قريبة من 8 آذار أن إيران وعبر «التجديد» على تمسكها بالحلفاء وهو كلام صادر عن أعلى مرجعية فيها المرشد الأعلى السيد الخامنئي ما يقطع الشك باليقين عن عدم إمكانية تمرير أي «تسوية» على حساب حلفاء الجمهورية الإسلامية في لبنان وتحديدا حزب الله والحليف الأساسي الجنرال عون، والتمسك به كمرشح رئاسي عندما «تأذن» الساعة التي على الأرجح لن تكون وليدة هذا العام!