IMLebanon

هل يمرّ ايلول كما مرت باقي الشهور؟

لا يختلف إثنان في لبنان على أن توقيف الشيخ أحمد الأسير يُعدُّ انجازاً أمنياً يوضع في خانة وزارة الداخلية والمديرية العامة للأمن العام تحديداً وسائر الأجهزة الامنية، على رغم انه قام بعمليات تغيير ملامح، لكن هذا الانجاز على أهميته لا يحجب المحاولات الفاشلة لتغيير ملامح الأزمات والملفات التي تعصف بالبلد، وإذا كانت التقنية الحديثة التي يمتلكها الأمن العام في المطار والتي سمحت بكشف بصمة العين، ما أسقط كل محاولات التزوير، فإن على المسؤولين السياسيين ان يمتلكوا التقنية السياسية التي تتيح كشف بصمة التقصير والإهمال بحق الشعب اللبناني.

هناك بصمة تقصير في موضوع النفايات. لعلها المرة الأولى في تاريخ لبنان وتاريخ الحكومات ان أزمة معينة لا تجد حلا لها على رغم كل الجهود المبذولة. انها فضيحة العصر بالصوت والصورة والروائح الكريهة، وأكثر من ذلك فإن الفضيحة الكبرى تتمثل في ان المعنيين رفعوا ايديهم عجزاً، فيما البلديات ترتكز في معظمها بمعالجات عشوائية تقوم على الجمع الفوضوي والرمي العشوائي والحرق المُضر.

فها هو الحرّ بدأ يتسبب بحرائق في أكثر من منطقة لبنانية مع الارتفاع الهائل في درجات الحرارة، فالارصاد الجوية رصدت ان الحرارة هذه السنة إزدادت عن معدلاتها الطبيعية.

هذا الانعكاس السلبي بالنسبة الى النفايات، قابله انعكاس سلبي آخر بالنسبة الى الكهرباء، فعلى رغم ان الفاتورة النفطية انخفضت خمسين في المئة فإن التقنين ما زال على حاله لجهة ساعات الانقطاع.

هاتان البصمتان من نفايات وكهرباء هما ما ميّزا هذا الصيف، الذي كان واعدا على رغم كل شيء، فالمهرجانات السياحية تنقلت بين بعلبك وبيت الدين وأهدن وجبيل والارز والقبيات وبيروت، وهذه انجازات تسجل لهذا الشعب الحي ولوزيري السياحة والثقافة الناشطين، لكن هذا الامر وحده لا يكفي، ماذا عن الوزراء الآخرين؟ ماذا عن الوزارات الأخرى؟ ان شهري تموز وآب كانا شهري المعاناة ولكن ماذا عن ايلول؟ انه شهر المعاناة المضاعفة لا بل المثلثة: انه اشهر اللاءات المتعددة: لا كهرباء، لا معالجة للنفايات، لا رواتب في بعض القطاعات، كل ذلك في ظل أزمة رئاسية وحكومية وليس في الأفق ما يشير الى حل أو حلحلة.

وإذا نظرنا الى الخارج نجد ان الازمات أكثر استفحالا: لا أحد باله فينا لا على المستوى السياسي ولا على المستوى الديبلوماسي ولا حتى على مستوى المساعدات. وكل ذلك في ظل تعقد ازمة النازحين السوريين أكثر فأكثر لجهة ازدياد عددهم وانحسار حجم المساعدات.

ان الجميع يتهيَّبون دخول شهر أيلول لكثرة ما فيه من استحقاقات وتحديات، الى درجة ان البعض يقول: هل يمر ايلول كما مرت باقي الشهور قبله.