«اليسار اللبناني بات الأداة الأميركية الأولى في لبنان»، هذا ما يؤكده أحد الوزراء المسيحيين في تشخيصه للواقع.
الوزير يتحدث لـ «اللواء» عن خيوط مهمة تشير الى أن الولايات المتحدة الأميركية تلعب بالساحة اللبنانية كما تلعب في كل الدول الاقليمية وفق سيناريو متكامل، فهي تدعم بعض كوادر الحراك المدني الذي ينظم تظاهرات يشارك فيها مواطنون صادقون من مختلف المناطق والطوائف، مشبها هذا الدعم بذلك الذي كان يتلقاه تنظيم القاعدة في أفغانستان لإسقاط الاتحاد السوفياتي والذي يتلقاه «داعش» الآن في سوريا والعراق للحفاظ على «الستاتيكو» والتوازن القائمين في المنطقة لا سيما بعد توقيع الاتفاق النووي الايراني.
ويرى الوزير أن هناك تقاطعا سياسيا في لبنان بين أميركا و«حزب الله»، ويعبّر عنه بالاستثمار في الحراك الشعبي عبر حرفه عن مساره المطلبي المحق الى مسارات سياسية لا يعلم مداها إلا الله.
ويشير الى أن «حزب الله» يستفيد مما يحصل لتحقيق مآربه، سائلا: «هل يشغل الحزب بعض كوادر الحراك المدني لا سيما من اليساريين الموالين له لاحداث انقلاب يفرض النائب ميشال عون رئيسا للجمهورية ويفرض معادلة سياسية جديدة تنطلق من مؤتمر تأسيسي وتنسف اتفاق الطائف؟».
ويذكر بعض الأسماء والأطراف الموالية للحزب مثل شربل نحاس ونجاح واكيم وزاهر الخطيب وشيوعيي الثامن من آذار والحزب القومي السوري الاجتماعي وحركة الشعب وأنصار الأحزاب الناصرية الموالية لبشار الأسد.
ويتوجس الوزير مما بدأ يحصل في الشارع، عبر احتلال بعض المراكز الحكومية مثل وزارة البيئة وأماكن في الوسط التجاري مثل «الزيتونة باي» و«الدالية»، وهو أمر ينعكس سلبا على الحراك وعفويته وصدقه، اذ أن الكثير من الناس بدأت تطرح علامات استفهام عن بعض المتسلقين على هذا السخط الشعبي من أفعال الطبقة السياسية المشينة، والذين يهدفون الى استعادة مكانتهم بعد أن أكل الدهر على أفكارهم وشرب.
وهنا يلفت الى مشروع احياء الستالينية والشيوعية واليسارية القديمة من خلال الظهور الاعلامي لوجوه من زمن الستينيات وهم يتصرفون بحقد طبقي ويعملون على تشويه معالم بيروت المستحدثة على الرغم من حق الشعب في شاطئ مجاني وحدائق وأماكن عامة، وهذا التشويه يدغدغ عواطف «حزب الله» الحاقد على تراث الرئيس الشهيد رفيق الحريري والذي نال ضريحه جزءا من الاساءة والاعتداء.
وينطلق الوزير من تحليله ليشدد على أن رفض الحزب ومعه «التيار الوطني الحر» لخطة وزير الزراعة أكرم شهيب، يأتي في سياق توفير الغطاء لما يجري في الشارع من اعتراضات في عدد من المناطق والساحات لغاية في نفسه مختلفة عن غايات ونبل تحرك معظم المواطنين الذين يرفضون تحويل مناطقهم الى مزابل وفق اعتقادهم.
ويرى الوزير أن الحزب يعمل على خطوط عدة، الدعم الخفي لمشاغبات الشارع، وتعطيل الحكومة ومجلس النواب لأجل غير مسمى مع الابقاء عليهما حتى يحين موعد الانقلاب، والاستمرار في الحوار ببند وحيد وهو انتخاب ميشال عون رئيسا للجمهورية.
ووفق الوزير، فان الحزب يشتري الوقت الى أن يصل المسيحيون لدرجة الاستنجاد المتمثل بانتخاب أي كان للرئاسة حفاظا على المقام الأول للدولة، والى أن تستسلم بعض الدول الرافضة لعون، «وهو ما لم يحصل».