Site icon IMLebanon

إشتدت… فهل تنفرج؟  

 

لم يعد من سقف أعلى من السقف الذي إرتقت إليه أزمة «مرسوم الأقدمية» لضباط «دورة الانصهار الوطني» (1994). فلم يعد من رسائل في المباشر وغير المباشر، ومن الوزن الثقيل، إلاّ قيلت. ولم يبق «خبير» قانون أو دستوري إلا أدلى بدلوه بين الدلاء في هذه البئر النتنة، بئر الصراعات والخلافات ما كان منها تحصيلاً حاصلاً وما كان مفتعلاً… وأهل السياسة، في لبنان يرقصون من دون دفّ، فكيف بهم وقد إختلط الحابل بالنابل، ودوي الطبول بزعيق المزامير، وسط هذا العزف على أوتار الفتنة، وقد إشتاقها البعض، ربما بعد طول غياب وفراق!

 

مؤسف أن نقول ما قلناه أعلاه! ولكن الأشد أسفاً أن نلجأ في كل صغيرة وكبيرة الى هذا الشحن القاتل، وإلى هذا الحقد الهائل، والى هذه البغضاء المتمادية.

مؤسف أن نلجأ الى التعبير عن إنتقاداتنا واعتراضاتنا على موقف أو كلام أو مرسوم، بهذا العنف اللفظي، وإن كان مغطى بسترة من حرير ناعمة الملمس!

مؤسف أن نستنبط الخضات  من حيث لها مبرّر أو لا. وأن نستدرج الأزمات دونما موجب. وأن نستحضر التفرقة في زمن الوئام والوفاق.

ولكن هذا كله لن يجدي نفعاً. فالأزمة بلغت سقفها الأعلى ولن يستطيع أحد أن يتجاوزه! فالبلد، في العام 2017 عشية العام 2018 الجديد، لايزال تحت مظلة من الرعاية الدولية ليس في مقدور أي كان أن يخرق مظلتها الفاعلة. والأيام القليلة الماضية كشفت عن هذه الحقيقة: يجب أن ينتهي اللعب. يجب أن يوضع حد لهذا الإستهتار بلبنان واللبنانيين. يجب أن ينكفىء اللاعبون والمستهترون. ولبنان يجب أن يمضي على طريق العافية. فباريس -4 على الأبواب، وهو سيكون بمثابة طوق نجاة على الصعيدين الإقتصادي والإنمائي، بما ينتظر أن ينتهي من نتائج إيجابية… والمؤتمر الدولي لدعم الجيش تعد له إيطاليا مع مجموعة الدول الفاعلة، وهو سيُعقد وستكون مفاجئة تلك العروض الكثيرة التي سيتلقاها لبنان من مساعدات عينية للجيش تراوح بين الهبات ونصف الهبات. وستفاجىء أكثر نوعية الأسلحة التي سيتلقاها الجيش في الآماد الآتية من حيث الجودة والنوعية… ثم إن القمة العربية على الأبواب في المملكة العربية السعودية وهي مناسبة مهمة جداً للبنان للخروج مما تبقى من آثار «أزمة 4 تشرين الثاني» الماضي، وبالتالي لا يجوز التوجه الى المؤتمر ونحن عالقون في خلافات حادة داخلية.

في أي حال توافرت المعلومات أمس لتفيد بأن سماحة أمين عام حزب اللّه السيد حسن نصراللّه قد إتخذ قراره بضرورة إنهاء الخلاف الناشب بين حليفه وحليف الحليف الخلاف. وبالتالي فإن الأزمة لا يمكن أن تتخطى مرحلة ما بعد عيد رأس السنة الميلادية إلا بأيام معدودة. وقد يكون صحيحاً، هذه المرة أيضاً، المثل السائر: «إشتدي أزمة تنفرجي»!