IMLebanon

هل تستغل اسرائيل «الصفعة الاوبامية» لتفعيل حربها ضد حزب الله

 يسدل عام 2016 ستارته في ايامه الاخيرة على مشهد انتصار في معركة حلب، كتب الكثير عن تداعياتها وتاثيراتها على الصراع السوري ورسم التوازنات الجديدة في المنطقة، حيث خرج حزب الله، رغم الكلفة التي يدفعها نتيجة انخراطه في الحرب السورية،لاعبا اقليميا اساسيا يحسب له حساب في التسويات كشريك فاعل قادر على قلب الطاولة متى شاء ، مستندا الى قوة قتالية عظيمة.

في هذا الاطار رأى موقع «ستراتفور»، الاستخباراتي الأميركي، أن «حزب الله» سيستمر في لعب دوره الاساسي في الحرب السورية خلال العام 2017، من خلال تعزيز الانجازات التي حققها الجيش السوري وحلفاؤه ميدانيا ، دون اسقاط التحديات السياسية الداخلية التي تواجهه على الساحة اللبنانية، فضلا عن صراعه التاريخي مع اسرائيل، مستفيداً من الخبرات العسكرية التي راكمها نتيجة مشاركته في القتال طوال السنوات الماضية، ما عزز من قدراته البشرية اللوجستية والتسليحية والاستخباراتية.

ورغم تشكيك التقرير بنهاية قريبة للحرب السورية رغم الانجازات التي حققها الجيش السوري وحلفاؤه خصوصا في حلب، يقول ان الحاجة تبقى ملحة لتحرير المناطق الخارجة عن وصاية النظام والممتدة من ريف حلب الى العاصمة دمشق وحولها، والى دير الزور الواقعة بقبضة «داعش» وتدمر التي استعادها التنظيم مؤخراً، مرورا بادلب معقل جبهة فتح الشام ما يعزز دور حزب الله الذي اصبح العامود الفقري للقوات البرية العاملة على الارض السورية.

من هنا تكتسب منطقة وادي بردى في القلمون، المكونة من 13 قرية، تسيطر المعارضة على تسع منها منذ عام 2013،أهمية خاصة، بالنسبة للحزب بحسب تقرير الموقع، لاتصالها بسلسلة جبال لبنان الغربية ولموقعها على طريق بيروت – دمشق، خط الامداد الاساسي للحزب، وكونها تحتوي النبع الاساسي الذي يؤمن مياه الشرب للعاصمة دمشق، الامر استعملته المعارضة كورقة ضغط للمقايضة بين السماح باستمرار تدفق المياه من نبع عين الفيجة مقابل تلبية بعض مطالبها ومنها اطلاق معتقلات في السجون السورية.

التقرير الذي رجح قيام إسرائيل القلقة من تعاظم قوة حزب الله العسكرية ونموها، قد ترى الفرصة سانحة أمامها خصوصا بعد  «الصفعة الاوبامية» الاخيرة  في مجلس الأمن، لتكثيف عملياتها في سوريا ولبنان في مسعى منها إلى إضعاف الحزب ووضع حدّ لتزوّده بالأسلحة النوعية والمتطوّرة، ما سيترك تاثيره على الدور الايراني في شمال سوريا والعراق، والتي بدأت تتلمس محاولات لعزلها في ساحات التسويات، ما قد يدفعها للرد بطرق عدة ومنها حث أبناء الطائفة الشيعية على مقاومة «الاحتلالات».

إلى ذلك، توقع معدو التقرير ان تزداد الامور تعقيدا على تلك الجبهة المشتعلة، نتيجة تضارب اجندة القوى الدولية والاقليمية المنخرطة في الصراع، مشيرين إلى أنّ الولايات المتحدة ومع تسلم ادارة ترامب ستطبق استراتيجية تدعم بموجبها مجموعات محدّدة لقتال «داعش»، فضلا عن مواصلة دعمها للقوات الكردية، محافظة في هذا السياق على الأدوار التي لعبتها في المنطقة خلال 2016، مستفيدة من محاولات موسكو لبناء «شراكة تكتيكية» مع واشنطن وحلفائها مساومة من اجل تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، موضحين أنّ انخراطها في الشرق الاوسط سيكون أكثر حكمة، إذ أنّها ستتيح لدول أخرى إمكانية التنافس على النفوذ، في سوريا والعراق وحولهما، محذرين من ازدياد حدّة التوترات الطائفية والعدائية بين كلّ من إيران وتركيا.

تطورات ستدفع بكل من انقرة، الدوحة والرياض الى زيادة دعمها للمعارضة بحسب تقرير الموقع الاميركي، من هنا  ستعمل تركيا على توسيع دائرة نفوذها في شمال سوريا والعراق وستزيد عدد قواتها في سوريا، للحدّ من التوسع الكردي وقتال «داعش»، وسط التوقعات بدور أكبر لانقرة في معركة الرقة. اما المملكة العربية السعودية فستعتمد مع دول مجلس التعاون الخليجي على تركيا للحفاظ على المصالح السنية، وعينها على تطور العلاقات الأميركية-الإيرانية، والمخاوف من عودة تنظيم «القاعدة» إلى تعزيز مواقعه في الشرق الأوسط، بعدما نجح في بناء قدراته في شمال أفريقيا وشبه الجزيرة العربية، تحت أسماء جديدة في ليبيا والجزائر ومالي ومصر اليمن، واضعا نصب اعينه بنك اهداف سعودياً لعام 2017.

كما رسمت ولادة «داعش» عام 2013 صفحة من تاريخ المنطقة، ما انفك المحللون يحاولون حل رموزها وطلاسمها، وسط الحديث عن خريطة جيوسياسية جديدة، تزامنا مع توقيع الاتفاق النووي الايراني- الدولي الذي رأى فيه الكثيرون «قبة باط» غربية لطهران لتوسيع نفوذها في المنطقة في مواجهة المارد السني، يبدو ان عام 2017 لن يحمل معه نهاية لتنظيم الدولة الاسلامية، رغم الحملات والضربات التي يتعرض لها في كل من العراق وسوريا، ليبقى قادرا على شن  هجماته الإرهابية حول العالم، وإن على نطاق أضيق، مقارنة مع العام 2016.