Site icon IMLebanon

هل إنتهت اللعبة؟

إستعار سفراء الدول الخمس الكبرى بعد اجتماعهم أمس بالبطريرك الماروني مار بشارة الراعي ذات العبارات التي جاءت في البيان الصادر عن مجلس الأمن الدولي في العشرين من آذار الماضي والخاص بالوضع اللبناني، لا سيما الأزمة الرئاسية التي قاربت السنة والتي حثّت زعماء لبنان على التمسك بالدستور والميثاق، والأطراف إلى التصرّف بروح المسؤولية وإعطاء السبق لمصالح لبنان قبل السياسة الحزبية، ودعوة النواب إلى ممارسة واجباتهم من أجل انتخاب رئيس دون إبطاء، فهل أن هذه الدعوة الصريحة من جانب سفراء الدول الخمس الكبرى إلى الزعماء والقادة والنواب الذين ما زالوا حتى الآن يقاطعون الجلسات التي يدعو إليها رئيس مجلس النواب لانتخاب رئيس الجمهورية والتي ستتكرر قريباً جداً على ذات الوتيرة، ستعيد هؤلاء الى الوعي ويلبّوا دعوة السفراء الخمس بالنزول الى ساحة النجمة والمشاركة مع باقي النواب في إنهاء هذه الأزمة وانتخاب رئيس يُعيد الاعتبار لهذه الجمهورية المتهالكة بسبب الانقسام الداخلي، بل هل يستجيب العماد ميشال عون لدعوات الدول الكبرى ويسهّل عملية الاستحقاق الرئاسي بنزوله هو ونواب تكتله الى المجلس النيابي بدلاً من التمترس وراء حساباته وطموحاته الشخصية التي ثبت من خلال النداء الدولي ومن خلال ما تحدثت عنه المعلومات أنها لن توصله إلى أي مكان، سوى الاستمرار في إضعاف الدولة، وفي تهديم النظام ومعه الدستور الذي ارتضاه اللبنانيون.

لم يترك فريق الرابع عشر من آذار وسيلة لإقناع العماد عون بأنه يرتكب جريمة بحق لبنان عموماً ومسيحييه خصوصاً إلا ولجأوا إليها، ولم تبقَ حجة إلا واستخدموها معه لعله يعيد النظر في حساباته الداخلية ولكن دون جدوى لأنه موعود من حزب الله وحليفته إيران بإيصاله إلى قصر بعبدا رئيساً لآخر مرة، ولأنه يعتبر هذا القصر الذي تخلّى عنه قسراً وتحت القصف الجوي من الطائرات السورية الحليفة وهُرِّب إلى فرنسا يتابع حلمه بالعودة والتسلل في الظلام إلى بعبدا ويحقق حلمه الذي يقضّ عليه مضجعه كل ساعة وكل دقيقة، فالرجل مولع بالسلطة إلى اللامحدود وكل ما يعنيه هو الوصول إلى الحكم ولو ضحّى بالوطن وبكل المسيحيين في آخر معاقلهم بعدما أجبروا على الهجرة من معظم الدول العربية بعد غضّ الطرف من الغرب كل الغرب، لكن الفرصة أمامه للتراجع وتحمّل مسؤولياته الوطنية والتاريخية لم تفت بعد، بل ما زال العماد عون قادراً على أن يتعالى على المصالح الشخصية، ويمتثل لإرادة المسيحيين كل المسيحيين في النزول إلى مجلس النواب والمساهمة في انتخاب رئيس للبلاد خصوصاً وأن حظوظه في الوصول الى قصر بعبدا، والجلوس على كرسي الرئاسة الأولى باتت معدومة لأن أكثر من نصف اللبنانيين يرفضون ترئيسه عليهم ويطالبون برئيس توافقي يجمع ولا يفرّق، يعيد الاعتبار لرئاسة الجمهورية ولا يقضي على ما تبقي منها، يوحد اللبنانيين على كلمة سواء لا يتركهم يتنازعون ويتخاصمون ويتحاربون، فهل يتعظ ويعود إلى الصراط المستقيم حرصاً على بقاء الجمهورية وعلى الوجود المسيحي أم يستمر في اللعب لمصلحة الآخرين الذين لهم مآرب أخرى..ش