Site icon IMLebanon

ألم يحن الوقت لدخول عرسال؟

ما يحصل في عرسال معيب وخطير في الوقت عينه. مع انطلاق الثورة السورية، التي تحولت حربا اهلية في مرحلتها الاولى، ثم حرب الآخرين على ارض بلاد الشام كما كانت الحرب اللبنانية مدى خمسة عشر عاما، ومع تنامي بذور الفتنة السنية – الشيعية، تحولت عرسال جزيرة معزولة عن محيطها، ومحمية يلجأ اليها الهاربون من النظام السوري، سواء كانوا ثواراً او قطاع طرق افادوا من الحماية التي وفرها اهل السياسة لتلك المدينة السنية المحاطة ببحر من الشيعة. وهذه هي الحقيقة سواء اعترف بها الافرقاء أو تحايلوا عليها.

لكن ما حدث في عرسال لاحقاً جعل المدينة اسيرة المسلحين و”الزعران” والهاربين من كل عدالة، أكان من ابنائها أم من الوافدين اليها، وتحولت سجناً كبيراً يكاد ان يتفجر من داخله. وما يحصل في الايام الاخيرة ينذر بعواقب على هذا الصعيد، لان المسلحين السوريين ومن جنسيات مختلفة، كلما ضاق عليهم الخناق في اماكن اخرى، يقصدون عرسال ويعبثون بها وبأهلها وبالمقيمين فيها إفسادا وممارسات ارهابية.

وما يجري من تجاوزات متكررة وأعمال خطف يكاد يفجّر الحوار السني – الشيعي الذي انطلق قبل اشهر في عين التينة وبرعاية الرئيس نبيه بري لمحاصرة كل اشكال التجاوزات التي يمكن ان تقود الى فتنة. وقد انطلقت على اثرها سلسلة اجراءات، سخيفة في ظاهرها كإزالة بعض الصور واللافتات، لكنها في حقيقتها مهمة بتخفيف الاحتقان الذي تحركه هذه المظاهر الاستفزازية والحركات الميليشيوية الصبيانية.

وقد بات من الضروري في جولة الحوار الجديدة، الاتفاق على دخول الجيش عرسال والتمركز في داخلها، والضرب بيد من حديد كل من تسوّل له نفسه اللعب بالامن والاعتداء على الآخرين خطفا وترهيبا. ومن الضروري ان يسهم الجيش في الدفع باتجاه هذا القرار، لان الامن اما ان يكون او لا يكون، والخطة الامنية التي تنفذ بقاعا لا يمكن ان تستثني عرسال بما هي بلدة لبنانية. فالتخلي عنها يعني ضمنا التسليم بسيطرة ميليشيات جديدة واحتلالها لأجزاء من لبنان، مما يتطلب قيام مقاومة من نوع آخر لتحريرها. والتسليم باحتلال عرسال يعني ضمنا ان الخطة الامنية للبقاع قد سقطت بالضربة القاضية لانه يكاد لا يمر يوم من دون احداث في عرسال. وكلنا نعلم انه متى سقطت هيبة الامن في مكان فلا بد ان تتهاوى في كل مكان، مما يعني امكان عودة التوتر الى طرابلس والمخيمات واماكن اخرى، او بالاحرى يمكن ان تتحول مخيمات اللاجئين السوريين كما المخيمات الفلسطينية قبيل بدء الحرب اللبنانية عام 1975 بؤر ارهاب وتسلح وتخريج مقاتلين عملوا على تدمير لبنان ولم يحرروا قدسهم، واليوم اذا لم يتم ضبط مخيمات اللجوء فاننا سنعيد الكرة بحروب جديدة، ولن يعود هؤلاء الى شامهم.