بالتزامن٬ روسيا وفرنسا تشاركان في المفاوضات السياسية لإنهاء الحرب السورية٬ وفي تكثيف العمل العسكري ضد «داعش» بالرقة وغيرها من المعاقل في شرق سوريا.
فرنسا بعد ليلة 13 نوفمبر (تشرين الثاني) الدامية بسلسلة هجمات داعشية انتحارية على باريس٬ تصل لأقصى درجة حتى الآن من الغارات الجوية على أهداف داعشية في الرقة.
روسيا بعد الإعلان الرسمي عن أن طائرة الركاب المدنية الروسية التي سقطت في شرم الشيخ٬ كانت ضحية لعمل إرهابي٬ زادت من وتيرة ضرباتها العسكرية على داعش» غرب الفرات السوري وشرقه.
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد نهاية اجتماع حكومي عن الأمن القومي للبلاد٬ متوعدا من فجر طائرة الركاب الروسي وقتل العشرات فيها:
«سنبحث عنهم في كل مكان٬ حيثما يختبئون. سنعثر عليهم في أي ركن من الكوكب ونعاقبهم». وشدد على أن الأعمال العسكرية الروسية ضد الجماعات الإرهابية ستزيد في سوريا.
الرئيس الفرنسي هولاند أمر بتوجه حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول للمساهمة في العمليات الحربية الفرنسية بسوريا. وقال الأميرال أنطوان بوسان المسؤول عن عملية «شمال» الفرنسية في سوريا لوكالة الصحافة الفرنسية: «داعش هو عدونا». جاء ذلك بعد أعنف الغارات لطائرات «الرافال» و«الميراج» الفرنسية على داعش». في «فيينا» تجلس روسيا وإيران٬ أقرب حلفاء النظام السوري٬ مع فرنسا وأميركا والسعودية٬ وتبدو الوتيرة سريعة نحو بداية الحل السياسي للمعضلة السورية. حسب وزير الخارجية الأميركي كيري الذي تحدث عن أن سوريا قد تبدأ مرحلة «انتقال سياسي كبير في غضون أسابيع». لا فصام بين التركيز العسكري والسياسي في سوريا٬ بل هو دليل تقارب وجهات النظر٬ فالقضاء على خطر «داعش» العالمي٬ إذ إن «داعش» سوريا والعراق كان خلف مقتلة باريس٬ يعني
تسريع الحل السياسي وإنهاء مسببات الحرب السورية. العمل العسكري وحده لن يفلح في إنهاء خطر دولة «داعش» العراق وسوريا٬ فهذه الدولة المغوية لآلاف المهاويس المسلمين في العالم٬ للأسف٬ استفادت في وجودها من ترك السوريين لوحدهم ضحية لفتك النظام الأسدي٬ ومعه ميليشيات إيران والحرس الثوري٬ والإسناد السياسي الاستشاري الروسي. صحيح أن فرنسا٬ أقرب حلفاء الشعب السوري من الدول الغربية٬ تركز هذه الأيام على مقاتلة «داعش»٬ وحماية أمنها الوطني٬ لكن صحيح أيضا أن روسيا تشارك في العملية السياسية٬ وتبدو أقل تصلبا في مقاربتها السياسية للأزمة السورية من ذي قبل.
باختصار٬ لنُيقضى على «داعش» إلا بترك الانحياز لنظام الأسد. أو التركيز فقط على خطر «داعش»٬ فهل يفلح الغرب والروس أخيرا في رؤية هذه الحقيقة؟