IMLebanon

هل الوقت مؤات لتشكيل معارضة وطنية؟

 

تنظر مصادر سياسية معارضة بارتياح إلى كلام رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، عن توجّهه إلى تشكيل معارضة وطنية للتسوية السياسية القائمة، وذلك، بعدما بقيت المعارضات الحالية لها محصورة بالنطاق الفردي، ولم تنجح إلى اليوم في تشكيل إطار معارض يجمعها تحت عنوان سياسي واحد، ويخوّلها أن تكون معارضة وازنة ومؤثّرة. وفي المعلومات على هذا المستوى، أن بعض النقاشات داخل أروقة المعارضة، قد توصّلت إلى نوع من القناعة بأن الوقت الحالي، هو أكثر من مؤاتٍ من أجل تأسيس معارضة للتسوية السياسية، خصوصاً في ضوء تململ اللبنانيين من الوضع الاقتصادي والمالي المتردّي، فلم يسبق أن وصل لبنان إلى هذه الحالة من التقشّف، ومن التهديد بالإنهيار في كل المراحل السابقة. وبالتالي، فإن المعارضة تسعى إلى الإفادة من مناخ النقمة الشعبية لتشكيل معارضة مقبولة في الشارع، ولا سيما أن معظم مكوّنات المعارضة الحالية لم تتمثّل بالشكل الذي تريده في الإنتخابات النيابية الأخيرة.

 

وأعربت المصادر نفسها، عن اعتقادها بأن التأسيس لمعارضة وطنية قادرة على أن تفوز بتأييد شعبي واسع وعابر للطوائف، قد باتت ظروفه ناضجة، وبالتالي، فهي تريد الإستفادة من الفترة الزمنية الراهنة، والتي لن تتكرّر في حال نجح أركان التسوية في الخروج من المأزق الحالي، وهو أمر وارد، إذا جرى إقرار موازنة تقشّفية، وتنفيذ قرارات مؤتمر «سيدر» كما تنفيذ المجتمع الدولي لتعهّداته بمنح لبنان الدعم المالي لتمويل خطة الإنماء المقدّمة إلى المؤتمر، مما قد يسمح بتجاوز الأزمة العابرة بسهولة، وبالتالي استعادة التوازن.

 

من جهة أخرى، كشفت المصادر نفسها، عن توقيت آخر يتم بحثه في أروقة المعارضة، وهو مرتبط بالظروف الإقليمية والدولية، إذ أن اللحظة الداخلية قد تكون مناسبة من أجل توجيه إشارات إلى الولايات المتحدة الأميركية، بأن هناك أطرافاً في لبنان مستعدة للتلاقي معها من أجل تنفيذ أجندتها السياسية في المنطقة. ولذلك، فإن الإعتقاد السائد أن أل momentum الأميركي هو أساسي، لأن وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو، قد لمس في زيارته الأخيرة في بيروت، غياب أي توجّه للتعاون مع واشنطن في سياستها وخطواتها المندرجة في إطار «صفقة القرن».

 

وأضافت المصادر نفسها، أن عاملاً جديداً يضاف إلى الظروف الداخلية والخارجية، ويتعلّق بالإستحقاقات الدستورية المتمثّلة بالإنتخابات الرئاسية والنيابية المقبلة، وخصوصاً أن العدّ العكسي للإستحقاق النيابي قد بدأ منذ اليوم الأول لإجراء الإنتخابات الأخيرة، وهو ما يفرض على القوى المعارضة أن تكون في جهوزية كاملة، وأن تحدّد أهدافها التي ستخوض الإنتخابات على أساسها، وذلك، مع الإفادة بشكل خاص من الواقع المتردّي، وذلك من أجل أن تفرض وجودها في المعادلة الداخلية.

 

وانطلاقاً مما تقدّم، فإن السؤال المطروح، يتمحور حول قدرة هذه المعارضة على الإستمرار ومواصلة مشروعها السياسي، أو الإكتفاء بالمعارضة اللفظية بعيداً عن أ عناوين تستهدف إسقاط التسوية الحالية؟