Site icon IMLebanon

هل حان وقت “المظلّة” الرئاسيّة؟

هل اقترب موعد “لبنان الفراغ” مع التسوية الشاملة، التي يقود دعوتها ويخوض غمارها الرئيس سعد الحريري من باريس إلى بيروت مع الحب؟

بانفتاح على جميع الفئات والمكوّنات اللبنانيّة، بدأ الحريري مشواره الجديد مع النائب سليمان فرنجية، حيث توسّعت التفسيرات والتحليلات في العاصمة اللبنانيّة بالنسبة إلى هذا اللقاء الذي تأخّر الإعلان عنه ردحاً من الأيام.

ثم كان اللقاء الثاني مع النائب وليد جنبلاط في السياق ذاته، وحيث تطرّقت الأبحاث إلى إيجاد تسوية وطنيّة جامعة “تحفظ الميثاق الوطني، وتكرّس مرجعيّة اتفاق الطائف، وتعالج أزمة الشغور الرئاسي”.

المفترض والمتوقّع والمنتظر أن يكون الرئيس العتيد وفاقيّاً يعيد الثقة بلبنان ودوره على النطاق الإقليمي والدولي، مثلما يعيد إلى اللبنانيّين ثقتهم بلبنان وبأنفسهم.

من الطبيعي أن تكون الأحاديث والمحادثات في هذين اللقاءين، كما في اللقاءات اللاحقة، تدور بمجملها حول الوضع اللبناني بكل فراغه وتردّيه… مع التشديد على معالجة أزمة الشغور الرئاسي قبل أية خطوة أخرى.

فمن دون التوصّل إلى تفاهم كامل على رئيس جديد كأننا يا بدر لا رحنا ولا جينا، ولا كانت لقاءات واجتماعات ومشاورات، فضلاً عن الأحلام بلبنان عائد من المنفى مع فجر جديد.

فمن الرئيس نبدأ. ومن الرئيس يبدأ الحل. ومن الرئيس تبدأ التسوية. ومن الرئيس يُقرأ العنوان والمضمون.

التسوية السياسيّة الوطنيّة الشاملة مقبولة لدى كل الناس. بل مطلوبة من الجميع، على أن تبدأ برئيس الجمهوريّة، وإصلاح كل ما أفسده الدهر والفراغ والسياسة، والسياسيّون أولاً وأخيراً.

كان لبنان ولا يزال، خلال هذه الحقبة البركانيّة، يلقي ظهره وأمنه واستقراره النسبيّين على مظلّة دولية، تردّد كثيرون عند البدايات في أن يأخذوها بعين الجدّ والتأكيد. غير أن الأحداث العاصفة التي اجتاحت المنطقة العربيّة، وأكلت الأخضر واليابس شهدت لمصلحة “المظلّة”. مثلما أكدت أن وطن الثمانية عشر شعباً، وانتماءً، وولاءً، لا يزال نسبيّاً في حمى هذه المظلة السارية المفعول والتأثير على أكثر من صعيد.

إلا أن المظلة لم يكن مطلوباً منها تمكين لبنان من انتخاب رئيس للجمهورية، وخلال فترة زمنيّة من الفراغ الرئاسي والمؤسّساتي هي الأطول في عمره الاستقلالي.

وحين يُطرح أيُّ سؤال في هذا الصدد، وفي ما يجوز أمنيّاً ولا يجوز رئاسيّاً وسياسيّاً، كان المعنيّون يجيبون مبتسمين: هذا شيء وذاك شيء آخر. صمود لبنان أمنيّاً هو الأساس، وحين تتوافر الظروف المواتية رئاسيّاً للحال يمتلئ الفراغ.

فهل توافرت الظروف، وراقت الأجواء، وحان موعد لبنان مع “مظلّة” الرئاسة؟