IMLebanon

هل فات أوان التسوية الداخلية؟

«هل يأتي اليوم القريب الذي لا ينفع فيه ندم بعض الفرقاء اللبنانيين جراء تفويتهم الفرص المتتالية، الدولية منها والمحلية، لإتمام استحقاقاتهم الداخلية وفي مقدمها انتخاب رئيس جديد للجمهورية؟». سؤال استشفّه سياسي لبناني من سفير دولة غربية كبرى، حيث تناول الحديث الملفات الداخلية والإقليمية.

يقول السياسي إنه قال للسفير المذكور «أسمع أنكم وضعتم فيتو على وصول الشخصية الفلانية إلى سدة الرئاسة الاولى». نظر السفير بطرف عينه إلى محدثه مستغرباً وممتعضاً، وقال «ربما نحن لا نحب ولا نحبذ هذا الشخص، لكن هل تظن انكم اذا اتفقتم على انتخابه سنعارضكم أو نمنعكم أو لا نتعاون معه؟ اتفقوا ونحن نمشي معكم». أضاف السفير: «توقفوا عن هدم مؤسساتكم الواحدة تلو الاخرى، نحن نحذركم من المساس بالجيش اللبناني، لأن طريقة التعاطي مع المؤسسة العسكرية خطيرة جداً.. اتفقوا ولا تعرضوا المؤسسات للخطر».

يضيف السياسي أن السفير أعطى مثالا عن الدول العربية وقال «لم يقتنع بعض قادة دول مجلس التعاون الخليجي بما قاله الرئيس باراك اوباما لهم في قمة كامب ديفيد عندما خاطبهم بما خلاصته: ان ايران من دون قنبلة نووية أمر مفيد جدا لكم، لانكم لن تكونوا مجبرين على انتاج قنبلة نووية ولن تخافوا من هذا الخطر».

وينقل عن السفير قوله، إن «السعودية عمدت، على الأثر، إلى استباق توقيع الاتفاق النهائي بين إيران و5+1 بمحاولة تغيير الواقع على الارض من خلال حرب اليمن وتسعير الحرب في سوريا والعراق، علماً أنه حتى لو امتلكت إيران قنبلة نووية، ونحن متأكدون ان ذلك لم يحصل ولن يحصل، هل بامكانها استخدامها في الخليج في ظل وجود أميركي هائل؟ وإذا لم يكن هذا الوجود الاميركي قائماً، هل إيران بحاجة لقنبلة نووية في الخليج؟ إيران تعرف أن لا فائدة من القنبلة النووية».

يتابع السفير «لو كانت هناك مواطنة حقيقية في العالم العربي، ما كان هناك لزوم لكي يخاف أحد، ولكن بسبب غياب هذه المواطنة، إضافة إلى التمييز بين المواطنين، هناك أنظمة خائفة وتعمل على استباق أي تطور إيجابي في المنطقة، وهو ما يؤدي عملياً إلى استمرار الأزمات». ويدعو السفير المذكور اللبنانيين إلى عدم المراهنة على اتفاق نووي أو تسويات في المنطقة، و «المسارعة إلى إنتاج تسوياتكم الداخلية لمصلحتكم ولمصلحة بلدكم».

وحول ما يحكى عن اتفاق روسي ـ أميركي حول سوريا، يعلّق السفير بالقول «هكذا اتفاق من دون موافقة السعودية وايران لن يبصر النور، ولو كان هناك مشروع حلّ حقيقي لكان بحثه الروسي مع إيران والنظام السوري، ولكان الأميركي بحثه مع السعودي والقطري والتركي، لكن هذا لم يحصل، ولا أحد يجازف دولياً بحل لا تقبل به القوى الاقليمية». ويضيف: «العرب يرفضون شراكة ايران في الحلول الاقليمية ويقولون إنها ليست دولة عربية، متناسين أنهم ينسقون مع تركيا التي ليست عربية وسبق وطردت من العالم العربي». ويسأل السفير: «لماذا تتعاظم قوة ايران في المنطقة؟ لأنها تعتمد المواطنة، ولو العرب قدموا المواطنة على أي أمر آخر لكانوا أفضل من إيران».

يختم السفير بنصيحة «اذا لم يفصل اللبنانيون ملفاتهم عن ملفات المنطقة، فان الاتفاق اللبناني سيكون مرهوناً، وبإرادة لبنانية خالصة، للاتفاق الاقليمي الذي لا يزال أوان الوصول إليه بعيداً». ولكنه ينبه إلى أن «أوان التسوية الداخلية لم يفت بعد، وستجدوننا معكم والى جانبكم في اي حل ترونه مناسبا، فلا تلقوا بخلافاتكم وفشلكم عن إدارة شؤونكم الداخلية على الخارج».