استحوذت المعلومات، التي تناقلتها، بعض مواقع التواصل الاجتماعي بالامس، والتي تحدثت عن نقل راعي ابرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك، المطران عصام يوحنا درويش، تأديبا الى روما، على اهتمام البقاعيين وتحدثت المعلومات عن اسباب وتجاوزات عديدة متراكمة، ادت الى اتخاذ الفاتيكان هذا الاجراء، من اجل اخضاع المطران لاعادة تأهيل قد تستمر لعام كامل، قبل عودته الى موقعه في كاتدرائية سيدة النجاة في زحلة. ولدى انتشار الخبر الذي وزعه احد المواقع الالكترونية سئل المطران درويش عما اذا كان الخبر صحيحا، فرد بالنفي، قائلا انه سيغادر قريبا الى اوستراليا، وسيمكث فيها حتى شهر شباط لانهاء برنامج عمل قد تم تنظيمه منذ مدة.
وتقول اوساط كانت ملازمة للوزير الراحل الياس سكاف، الذي كان يؤكد امامه ان شهر شباط سيكون حاسما لبقاء المطران درويش في موقعه ام لا.. وسكاف الذي اقام اكبر مأدبة غداء في زحلة على شرف المطران درويش في اعقاب تعيينه راعيا لابرشية الفرزل وزحلة والبقاع، ومن ثم اهداه سيارة لكن هذه العلاقة بين الرجلين لم يكتب لها الحياة طويلا خصوصا عندما اتخذ المطران درويش مبادرة دون ان ينسقها مع سكاف، لترميم العلاقة بينه وبين آل فتوش التي تدهورت كليا، عندما حصل آل فتوش على تراخيص لبناء معمل، قيل حينها للاسمنت واستمرت العلاقة المتوترة بين الوزير الراحل الياس سكاف والمطران درويش، عندما بدأ الاخير ببناء مدافن خاصة في دار كاتدرائية سيدة النجاة وبيعها لاغنياء المدينة واثريائها مما اضطر سكاف لمنعه من استكمال البناء مستخدما نفوذه في البلدية المحسوبة على سكاف، ووصل الخلاف الى ذروته مع عقيلة الوزير سكاف بعد وفاة زوجها خصوصا في جناز اربعين الياس سكاف الذي لم تقمه في كنيسة الكاتدرائية، بل اقامته، في كنيسة سيدة زحلة في تل شيحا، ولم تكلف المطران درويش لترؤس الجناز، ولم توجه له دعوة للحضور حتى، وغاب عن الجناز ايضا بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك، ولكن لم تعرف اسباب الغياب، هل للتضامن مع المطران درويش، ام رسالة له بسبب محاولات المطران درويش الانقلاب على البطريرك وذلك حسب مصادر كاثوليكية رفعية المستوى.
ونفت المصادر الكاثوليكية ان تكون اسباب نقل المطران درويش، ان صح الخبر ليست تلك التي ذكرتها بعض مواقع التواصل الاجتماعي لان الفاتيكان لا يكترث للتفاصيل المحلية المرتبطة بعلاقات المطرانية مع السياسيين.
لكن اذا كانت المشكلة داخل الكنيسة نفسها، فيتدخل الفاتيكان فورا ويجري تحقيقات معمقة واكثر من ذلك، وهذا ما اشارت اليه زيارة السفير البابوي لمدينة زحلة وتحدث في جناز الوزير الراحل الياس سكاف والتي اشاد بالراحل وعقيلته التي قررت ان تكمل مشوار زوجها.
ورجحت الاوساط الكاثوليكية ان يكون لقرار الفاتيكان، اذا ما اكدته المراجع المختصة علاقة بمحاولة المطران درويش رهن الاراضي العائدة لاوقاف الكنيسة الكاثوليكية في زحلة والبقاع، لاحد مصارف اوروبا حيث حاول الوزير سكاف قبل وفاته عرقلة المشروع وهناك معلومات تتهم المطران درويش، بانه كان يحاول بيع اراضي لاشخاص، من طوائف غير مسيحية، وغير كاثوليكية.
واشارت المصادر الكاثوليكية الرفيعة المستوى، الى سرعة القرار الذي اتخذه الفاتيكان، وقالت انه منذ اسبوعين عقد لقاء في منزل الوزير ميشال فرعون جرى خلاله مناقشة العديد من الملفات المرتبطة بالمطران درويش، ولكن هؤلاء لم يتوقعوا صدور هكذا قرار وبهذه السرعة، مع العلم انه اثناء جناز الاربعين للوزير الراحل الياس سكاف، بدأ بعض الحضور يهمس بان هناك عريضة ستوقع وترفع للفاتيكان ومطالبته فيها باقالة المطران درويش.
واعتبرت المصادر الكاثوليكية ان هذا التطور سيدخل مدينة زحلة في دائرة سجال واسعة اذ لم يبادر اهل الخير لرأب الصدع في هذه المرحلة الحساسة، لان للمطران درويش انصاراً ومحبين ويعتبرونه استطاع تفعيل كل المؤسسات التابعة للمطرانية.
وعن هذا الموضوع، اعتبر المطران درويش في حديث اذاعي لـ «صوت السما» ان «حملة الإشاعات التي تطاله هي مغرضة ومبرمجة لخلق بلبلة في زحلة».
وقال : «انا لست افضل من معلمي يسوع المسيح، قالوا عنه شارد العقل وابن الشيطان، ويسوع كان يردد من ثمارهم تعرفونهم. أنا اذا تعرضت للاشاعات أكون أشارك الرب يسوع بجزء بسيط مما طاله من إهانات من الشعب اليهودي ومن الشعب الروماني، وما يطاله حاليا من الشعب المسيحي، ففي كل مرة نتوجه بإهانات لبعضنا البعض يكون المسيح هو المجروح».
وعن صحة استدعائه الى الفاتيكان، أشار درويش الى أن «هذه الشائعة تدعو الى السخرية لأنها غير صحيحة وغير واقعية»، وقال: «أنا لدي علاقات رائعة ومقدرة جدا من الفاتيكان، بدءا بقداسة البابا وصولا الى أصغر دائرة في الفاتيكان ومن السفير البابوي في لبنان ومن السينودس المقدس لكنيستنا، والجميع يعرف أن عملي هو عمل جدي ونشاطي يثمر يوما بعد يوم من أجل خير الكنيسة. أطلب من الجميع عدم الأخذ بهذه الشائعات فهي مغرضة وربما مبرمجة لخلق بلبلة في زحلة».
وعن سفره الى أستراليا، أوضح أن «موضوع السفر كان محضرا له منذ سنة»، قائلا: «لدي هناك أصدقاء كثيرون ورعية عملت معها لسنين طويلة وانجزت معها مشاريع كثيرة، وحان الوقت ان أزور ابنائي وبناتي في أستراليا وأصدقائي لتمضية فترة شهر معهم. وبمناسبة غياب المطران روبير رباط راعي الأبرشية هناك لمدة شهر، طلب مني ان اقيم الإحتفالات بدلا منه في أربعة قداديس في بريسبن وملبورن وسيدني، وهذه مناسبة لألتقي بأفراد الجالية العربية هناك، وفي نفس الوقت هي فرصة للراحة، وسأعود ان شاءالله في اوائل شباط الى زحلة لكي نتابع البرامج التي وضعناها لمناسبة سنة الرحمة الالهية ونكمل المشوار مع أبناء الأبرشية».
أضاف: «أنا أصلي من أجل مطلقي الشائعات وأطلب من الرب أن يرحمهم ويرحمنا وأن يعطينا الوعي الكامل حتى لا نقسم ثوب الرب، ولا نقسم الكنيسة ولا نقسم زحلة، ونحن نعرف جيدا من يطلق الشائعات ويسوقها».
وفي رد على سؤال عما اذا كانت هناك إجراءات قضائية في حق مطلقي الشائعات، ختم درويش: «الكنيسة هي أم وأنا أب روحي للجميع، للذين يحبون وللذين يطلقون الشائعات بحقي، ولن أتخلى أبدا عن أبوتي. الكنيسة مدعوة أن ترحم أولادها الخطأة وغير الخطأة، والمغرضين وغير المغرضين، وانا لن أتنازل عن حبي الكبير لكل واحد منهم ولن أتنازل بأن أكون على مسافة واحدة من الجميع».