IMLebanon

هل صحيح أن انتخاب رئيس الجمهورية بات مرتبطاً بتطورات الأحداث السورية؟

حلف حزب الله – عون: إصرار على تعطيل مجلس الوزراء بعد تعطيل انتخاب الرئيس

هل صحيح أن انتخاب رئيس الجمهورية بات مرتبطاً بتطورات الأحداث السورية؟

عون غير مقتنع بوجود ماروني آخر قوي غيره يصلح ليكون رئيساً

 أن الرؤية القائلة بارتباط انتخاب رئيس جديد للبنان بتطورات الأحداث السورية، باتت هي الراجحة على غيرها القائلة باستبعاد أن يكون تعطيل انتخاب الرئيس له علاقة بما يجري في سوريا.

فقد أظهر التخاطب السياسي والإعلامي أن فريق 8 آذار المتحالف مع ميشال عون غير آبه لنتائج الشغور في أهم موقع دستوري، وهو مركز رئاسة الجمهورية، وأن حزب الله وميشال عون تحديداً يتعمدان تعطيل انتخاب الرئيس بصورة علنية خلافاً للدستور وخلافاً لمصلحة البلد واللبنانيين.

نائب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم أعلن بكل صراحة ووضوح «إما أن تنتخبوا ميشال عون رئيساً وإلا فالفراغ الرئاسي مفتوح زمنياً وغير محدد المدة»، أي إما أن تنتخبوا ميشال عون رئيساً وإلا الفراغ.

وميشال عون أعلن بكل وضوح «أنا أو الفراغ»، وهدّد بالفيدرالية والنزول إلى الشارع، واحتمال احتلال قصر بعبدا الذي يحلم به ليل نهار.

فميشال عون يعطّل ويهدّد ويتوعّد ويشترط على مجلس الوزراء شروطاً مخالفة للدستور، وهو بذلك يُحرج الرئيس تمام سلام المشهور بهدوئه وصبره وحكمته، فالتصعيد الذي يقوم به عون في مجلس الوزراء المعطلة جلساته منذ أسبوعين بسبب شروط عون، لم يكن ليحصل هذا التعطيل لولا الدعم الواضح من حزب الله لعون في شروطه التعجيزية والتعطيلية.

يرى مصدر سياسي أن حزب الله نجح في استثمار «شهوة» عون للسلطة، وعون الذي يقول «..لو نصحني العالم كلّه فأنا الوحيد الذي أعلم ما هو مَرَضي، أريد رئيساً قوياً وأنا أعلم مَن هو»، أي هو عون، وهو غير مقتنع بوجود شخص ماروني آخر قوي غيره… فحزب الله يستخدم عون كآلة تعطيل من أجل تكبير حجم الأزمة في البلد ليكون ثمنها كبيراً فيما بعد.

ويضيف المصدر «يوجد محوران في المنطقة يتصارعان، الأول تقوده السعودية، والثاني تقوده إيران، والاشتباك بين المحورين قائم في أكثر من ساحة، من لبنان إلى البحرين إلى سوريا والعراق واليمن، فالمحور الإيراني رفض طلباً أميركياً عندما بدأت المباحثات بين إيران وأميركا منذ سنوات أن يتم الحوار حول جميع الأزمات المفتوحة ومنها الملف النووي الإيراني، واستطاع الإيراني أن يحصر المحادثات حول الملف النووي فقط».

ولكن وقتها كان النظام السوري مرتاحاً وغير مهدّد بالسقوط، واليوم تبدّلت الأحوال والمجريات في سوريا، وهي ليست لصالح النظام، فالتقدم الذي حصل في شمال سوريا لصالح المعارضة بات يُهدّد الساحل السوري الذي وضعه الرئيس بشار الأسد في إطار الخطة (ب) لإقامة «الدولة العلوية» في حال سقوط دمشق بأيدي المعارضة.

ويضيف المصدر «بعد استيلاء الجيش السوري الحر على بصرى الشام واللواء 52 وباتت له السيطرة شبه الكاملة على الجنوب السوري، فإن دمشق باتت مهددة في حال سقطت بعض مواقع الجيش السوري التي ما زالت تؤمّن طريق دمشق – درعا، وأن المحور الإيراني كلما وجد أن عمر النظام السوري بات قصيراً كلما أمعن في زيادة تعقيد الأزمة الرئاسية في لبنان عبر حلف حزب الله – عون».

هل ما ذهب إليه المصدر بات من المسلّمات؟

هناك وجهة نظر أخرى تقول: صحيح أن إيران ستستخدم كافة الوسائل العسكرية والسياسية لمنع سقوط النظام السوري الذي يعتبر حجر الزاوية في مشروعها بالمنطقة، ومن ذلك الضغط في أماكن أخرى ومنها لبنان عبر زيادة أزماته، ومنها إطالة أمد الشغور الرئاسي، إلا أن هناك من يرى أن لعون مصلحة شخصية – ذاتية في أن يتولى رئاسة الجمهورية، وأن لحزب الله مصلحة كبيرة ورئيسية في أن يتولى حليفه عون مهام رئاسة الجمهورية، وعليه فإن استخدام إيران ورقة الرئاسة في لبنان لتخفيف الضغط عن حليفها بشار الأسد كلام مبالغ فيه، خاصة وأن القوى العسكرية في المعارضة السورية لا يوجد لديها أي اعتبار للوضع اللبناني إن كان مستقراً أم لا، فالمعارضة المسلحة السورية لديها أجندتها السورية الداخلية.

ما بين وجهتي النظر هناك حقيقة مؤكدة ألا وهي أن موقع رئاسة الجمهورية شاغر منذ أكثر من عام مضى، ولا يوجد في الأفق ما يُشير إلى وضع حد لهذا الشغور، وكل ذلك يعود إلى أن هناك فريقاً ما زال يرفض المشاركة في جلسات انتخاب الرئيس وهو فريق حزب الله – عون، وبما أن هذا الفريق متحالف مع إيران، لذلك يذهب البعض إلى ربط الشغور الرئاسي في لبنان بتطورات الوضع العسكري في سوريا.