Site icon IMLebanon

هل يقود انتصار الاحزاب المسيحية لانتاج الرئىس المسيحي القوي؟

لعل ابرز ما في الجولة الانتخابية الاولى لا يكمن وفق اوساط سياسية باحصاء ارقام الرابحين ولا الخاسرين ولا في سقوط لاعبين وخروجهم من حلبة المنافسين الاقوياء بلدياً او سطوع نجم آخرين وحصدهم المجالس البلدية، انما ابرز ما يمكن استخلاصه يتمثل في ما حققه تحالف القوات والتيار الوطني الحر من انتصار وابعد من ذلك في ما ترجمه هذا الانتصار وما سيتبعه من مراحل لاحقة، فانتخابات زحلة اراحت كاهل سمير جعجع وأنزل عون «الحمل الثقيل» الذي وضعه على كتفيه يوم صافح سمير جعجع قبل بضعة اشهر منهياً تاريخاً من العداوة والخلاف السياسي الى غير رجعة، ومعركة زحلة ابعد من الاستحقاق البلدي لانها اتخذت من لحظاتها الاولى الطابع السياسي ووضع كل من الجنرال والحكيم اولوياتهما من اجل الاستحقاق بعدما بدت المعركة معركة تحديد الاحجام والاوزان. فتفاهم معراب نجح في تخطي الاختبار الجدي والعملي الاول وحيث يصح القول ان التفاهم تجاوز كل المطبات ولم يعد التفاهم على المحك، وقد اثبتت انتخابات زحلة ما وصلت اليه التفاهمات بين التيار والقوات وهي مؤشر لتكرار التجربة ذاتها في اكثر من قضاء ومدينة ومنطقة لبنانية سوف تشهد حسب الاوساط سيناريوهات مشابهة ترجمة لهذا التحالف فيما تبقى مناطق اخرى عصية على هذا التفاهم لخصوصيات عائلية ومناطقية.

ما حققه التفاهم في زحلة معناه وفق الاوساط ان وحدة الاحزاب المسيحية قادرة على تحقيق المعجزات وعلى كسر نفوذ الاقطاع والمال وكسر معادلة «زحلة مقبرة الاحزاب» وان تفاهم الزعامة القواتية والعونية قادر على ان يقوم مقام العائلات السياسية وربما حسب ما يقال على اقفال البيوتات السياسية، ومن معجزات هذا التفاهم انه سيكون قادراً على فرض قانون انتخابات وتكرار التجربة البلدية في الاستحقاق الانتخابي وربما ايضاَ تحقق الوحدة المسيحية معجزة انتخاب رئيس للجمهورية عندما تحين الظروف الاقليمية وعندما يثبت التفاهم نفسه مع مرور الوقت في البيئة المسيحية.

وبحسب الاوساط فان انتخابات الاحد اسقطت كل محاولات تشويه صورة هذا التفاهم الذي روج له اخصام معراب والرابية بان التفاهم سيسقط عند المفترق البلدي او ما كان يروج عن عدم نجاح الاختبار المسيحي والشراكة بين عون وجعجع، وبان تلاقيهما لن يثمر بلدياً حيث سيبقى كل فريق على حاله اسير تحالفاته السابقة وانتماءاته الى محوري 8 و14 آذار، وبالتالي فاذا كان لا مشكلة بين حزب الله والرابية فالامر يبدو مختلفاً بين معراب والمستقبل حيث ان سعد الحريري لن يغفر للقوات اللبنانية وللتيار ايضاَ ما اصابه من تشطيب وغدر في دائرة بيروت الاولى بعدما حصدت لائحة بيروت مدينتي ما جنته من ارقام في الصناديق المسيحية وبعدما ردت القوات للحريري الضربة الموجعة لتحالفه في زحلة مع ميريام سكاف الامر الذي سينعكس في طريقة التعاطي مستقبلياً بين القوات والمستقبل وسيبحث الحريري عن طريقة للانتقام من خيانة الحليف السابق وطعناته في الانتخابات البلدية، وهذا الامر سيزيد القوات تشبثاً بصدقية وشفافية الرابية وسيعطي زخماً لعملهما معاً في استحقاقات رئاسة الجمهورية والانتخابات النيابية وما سيأتي بعدهما.

ان تفاهم معراب بدون شك يريح الساحة المسيحية على حدّ قول الاوساط، وان كان بمثابة «قاشوش» يأخذ القوى المسيحة الاخرى بطريقه ويقفل بيوت سياسية تقليدية، لكنه بدون شك عامل ايجابي لتحسين الوضع المسيحي وتمتينه، بالأمس فتحت الماكينات العونية في زحلة ابوابها للمرشحين العونيين، ورفعت اعلام القوات امام مكاتب التيار الوطني الحر في صورة أذهلت كثرين وان كان ما جرى في الاشرفية في «خيمة» التيار الوطني الحر من اشكاليات نتيجة تمرد عونيين على قرار رئاسة التيار بالتصويت وتشطيب مرشحي المستقبل، ومن يعرف الطريق الذي سلكته المفاوضات يعرف جيداً ان مفاوضات الحصص تم تجاوزها وان عون كان يسأل عن مرشحي القوات في البلدات العونية الصرف ويطالب باشراكهم والعكس ايضاً حصل في معراب، فالمشهد المسيحي بين القوات والرابية بدا بابهج حلته وقوته وان كان لن يعمم في كل المناطق كما في جونية وغيرها مثلاً، وما تتمناه اوساط المسيحيين ان يبقى التفاهم سارياً لانتاج الرئيس المسيحي القوي وتعبيد طريق وصوله الى قصر بعبدا.