IMLebanon

هل دخل لبنان السجن الإيراني الكبير من بوابة حزب الله؟

بعد سقوط كل المبادرات وانعدام آفاق الحلول الرئاسية

هل دخل لبنان السجن الإيراني الكبير من بوابة حزب الله؟

بات واضحاً أن «حزب الله» المُمسك بورقة النصاب الدستوري لجلسة الإنتخاب لا يُريد الإفراج عن هذه الورقة

غياب الاستحقاق الرئاسي عن طاولة الحوار الوطني التي أكملت أمس جولتها الرابعة عشرة في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة كان أبلغ دليل على فشل كل المحاولات والمبادرات التي أطلقت مؤخراً للخروج من هذا المأزق من مبادرة زعيم تيّار المستقبل الرئيس سعد الحريري ترشيح أحد صقور 8 آذار النائب سليمان فرنجية إلى مبادرة رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع تبنّي ترشيح حليف حزب الله الستراتيجي العماد ميشال عون. وإن تعدّدت الأسباب، بات من الواضح أن السبب الأساسي لهذا الفشل يعود إلى أن حزب الله المُمسك بورقة النصاب الدستوري لجلسة الانتخاب لا يُريد الإفراج عن هذه الورقة تنفيذاً لقرار ولاية الفقيه التي تعتبر أن إمساكها بهذه الورقة في هذه المرحلة ضرورة لتعزيز موقعها على طاولة المفاوضات الدولية المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط ومراكز النفوذ فيها.

وتعترف مصادر سياسة بأن رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط كان أفضل من عبّر عن هذا الواقع الذي وصلت إليه الأوضاع الداخلية، وما آلت إليه هيئة الحوار الوطني في موضوع الاستحقاق الرئاسي عندما قال بلغة بسيطة: «يا لطيف شو جماعة الممانعة حسّاسين ما في مزح مع الديمقراطية، على كل حال هيئة الحوار في لبنان نجحت.. السؤال كيف؟ لقد وضعت مواصفات الرئيس أولاً ألا يكون موظفاً أي استبعدت قائد الجيش وهو أصلاً غير راغب، وثانياً أن يكون للرئيس حيثية مسيحية ووطنية فانحصرت الأمور بسليمان فرنجية وميشال عون وهذا جيّد، لكن يبدو أن شيئاً آخر ينقص المواصفات لذلك لا رئيس في الوقت الحاضر.. ما هذا الأمر لا أعرف»، إلى أن يُنهي «تغريدته» قائلاً: «على كل حال هيئة الحوار أو طاولة الحوار، أصبحت مثل هيئة تشخيص مصلحة النظام في إيران تبقى كلمة السر الديمقراطية طبعاً من المرشد ولعيونك وعلى قول أهل جبل العرب دبكة يا شباب».

المصادر ذاتها تقول أن جنبلاط في تغريدته تلك التي نعى فيها طاولة الحوار والإنتخابات الرئاسية في المدى المنظور حمّل إيران بشكل مباشر ومن خلالها ما أسماهم «جماعة الممانعة» ويقصد حزب الله مسؤولية تعطيل الإنتخابات الرئاسية في لبنان وبالتالي مسؤولية القضاء على الميزة الخاصة التي يتمتّع بها هذا البلد وهي الديمقراطية بحيث أضحت على غرار ديمقراطية هيئة تشخيص النظام في إيران، وبات يتعيّن على اللبنانيين أن يُقنعوا أنفسهم بأن بلدهم دخل في السجن الإيراني الكبير بعدما خرج من سجن النظام الأسدي الذي وُضع فيه على مدى ثلاثة أو أربعة عقود من الزمن.

ومن هذا المنطلق تتّجه أنظار اللبنانيين إلى باريس التي تتحضّر للقاء الرئيس فرانسوا هولاند والرئيس الإيراني حسن روحاني الذي يُنهي زيارته إلى الفاتيكان ويتوجّه إلى فرنسا المحطة الثانية في جولته الأوروبية سعياً للتقارب معها بعد رفع العقوبات المرتبطة بالبرنامج النووي لبلاده حيث يحضر كما تُجمع المعلومات الشأن اللبناني ويكون موضع نقاش بين الجانبين من زاوية المساعي الحثيثة التي تبذلها فرنسا مع عدد من الدول لا سيّما الفاتيكان لتسهيل الاستحقاق الرئاسي والتي تقول مصادر عربية أن الرئيس الفرنسي سيركّز مع روحاني على ضرورة منع أي مواجهة سنّية – شيعية في لبنان وإبقائه في منأى عن حوادث المنطقة لأن هذا الأمر يُقلق دول الغرب في ضوء توافر عناصر المواجهة الإقليمية على المسرح اللبناني، خصوصاً أن القوى السياسية من الطرفين في لبنان تخوض جولات حوارية تهدف إلى منع الفتنة، فما الذي يمنع اتفاقها على انتخاب رئيس إن من بين مرشحي 8 آذار المطروحين اليوم أو غيرهم خصوصاً أن لا مرشّح ولا شروط رئاسية لدى الفريق الآخر على أن تكون الرئاسة رأس السلطة والبلاد أولوية يتم بعدها البحث في الملفات التي يشترطها حزب الله كالحكومة وقانون الإنتخابات من ضمن المؤسسات.

لكن المصادر نفسها لا تنتظر أن يسمع الرئيس الفرنسي من ندّه الإيراني خلافاً للكلام الذي سمعه اللبنانيون أكثر من مرّة من مسؤولين إيرانيين زاروا لبنان في الآونة الأخيرة، وما سمعه الحبر الأعظم من روحاني في الفاتيكان وهو أن إيران لا تتدخّل في الشأن اللبناني الداخلي وتحثّ اللبنانيين على التفاهم في ما بينهم على تسيير شؤونهم، وهذا الكلام الإيراني ربما استند إليه النائب جنبلاط في تغريدته أمس التي وجهها إلى جماعة الممانعة أي إلى حزب الله وملخصه أن لا انتخابات رئاسية ودبكة يا شباب.