Site icon IMLebanon

هل يدخل لبنان مُجدداً النفق الأمني الخطير؟

كثيرة هي التداعيات التي خلفها الخلاف السعودي الايراني الذي انفجر بقوة على خلفية اعدام الشيخ المعارض للنظام السعودي نمر النمر الذي اعاد العلاقة السعودية الايرانية الى مراحل ماضية والى عصور من التأزم والانحدار في العلاقة. وبدون شك فان اول التداعيات واسرعها سوف تأتي على التسوية الباريسية التي جرى تجميدها الى حين فاذا بالمنعطف الاقليمي الخطير والتصعيد الحاصل بين ايران والسعودية عاد ليقلب الامور رأساً على عقب في الملف الرئاسي. وبدون شك فان حزب الله كما تقول اوساط سياسية الذي لم يعلن اصلاً سيره بالمبادرة وبالعكس فانه تمسك بترشيح عون واعلن ذلك من على منبر بكركي بالتزامه الاخلاقي بترشيح عون فان حزب الله بعد التصعيد الكلامي الذي صدر عن الحكام السعوديين والقيادات الاير انية وبعد جولة التراشق بين المستقبل وحارة حريك سوف يبرز المزيد من التشدد في الموضوع الرئاسي، في حين ان سعد الحريري سوف يفرمل ايضاً من اندفاعته الرئاسية لان المرحلة الحالية ليست مرحلة رئاسة الجمهورية بعد التشنج الاقليمي الذي حصل والذي سيتم استغلاله في لعبة الدول من اجل تحقيق مكاسب في الصراع الجاري في الدول التي تشهد سخونة وحماوة سياسية.

وسط كل ذلك ترى الاوساط ان لا شيء يشير الى تغيير ايجابي او الى تفاؤل ما، فكل المعطيات تدل على دخول لبنان منعطفاً خطيراً جداً، قد لا تنفع معه المحاولات التجميلية للواقع والمحاولات الحثيثة للرئيس نبيه بري والقيادات السياسية التي تسعى الى تجنيب الساحة الداخلية مخاطر التدهور السريع الذي يبدو ان لا مفرّ منه، فلبنان هو دائماً الخاصرة الرخوة والمكان الذي تسعى الدول لجعله ساحة او متنفساً لصراعاتها، وعليه فان كل الاحتمالات تصبح قائمة للتفجير الامني او الاغتيال او اي خربطة امنية اخرى.

بنظر بعض المتابعين الامنيين للتأزم الاقليمي الحاصل بين السعودية وايران، ومسار الحرب في سوريا وما يلحق بتنظيمي «داعش» و«النصرة» من خسائر اضافها التدخل الروسي على عمل حزب الله وقتاله على الارض السورية فان عودة الاغتيالات او التفجيرات الامنية الى الساحة اللبنانية ربما سيكون متوقعاً ومطروحاً نظراً لما وصلت اليه الحال والتشنج على الساحة الاقليمية.

واذا كان تعاطي لبنان مع الارهاب بكامل تشعباته اثبت انه الدولة السباقة الاولى في ضربه وتطويقه وتهاوي الشبكات والا لكان لبنان تحول الى عراق او سوريا آخرين، إلا ان عودة العمليات الارهابية او الاغتيال السياسي مطروح ايضاً تؤكد الاوساط، فالتفحير الاخير الذي استهدف قبل فترة منطقة برج البراجنة بقوته وحجمه كان مؤشراً لعودة الخطر الى المربع الاول في صيف 2013 فاتحة العمليات الانتحارية فيه، وعودة التفجيرات اذا حصل لا سمح الله يعني ايضاً ان لبنان لم يعد محيداً ولا غطاء اقليمياً يحميه، اما قافلة الانتحارييين التي تتسلل عبر الحدود الى لبنان والتي تتغلغل في كل المناطق فتعني ان الخطر التكفيري يستسهل العبور ولديه المزيد من العملاء على غرار نعيم عباس الاول والثاني الذي تم توقيفه بعد تفجير برج البراجنة وان الشبكات التي يتم تفكيكها تجد متنفساً آخر وعملاء جدد في كل فترة بعد توقيف عملائها.

اما الخطر الاكبر الذي تتخوف منه الاوساط فهو عودة الارهاب ليضرب بأسلوب مختلف وتكتيك عن الامس وباهداف مختلفة بعيداً عن استهدافاته السابقة وربما خارج دائرة المناطق الساخنة المصنفة لحزب الله والمحسوبة عليه. تضيف الاوساط ان المخاوف الكبرى هي ان يتم تغيير الاهداف والمواقع والاسلوب المفاجئ للارهاب لترويع الساحة اللبنانية، خصوصاً ان الارهابيين يلفظون انفاسهم الاخيرة في سوريا وبعد ازدياد الحملة الدولية لتصفيتهم والقضاء عليهم، وبدون شك فان هؤلاء تلقوا الكثير من الضربات الموجعة من الاجهزة الامنية اللبنانية وهو ربما يسعون للانتقام والرد المناسب.