IMLebanon

هل تلوح معالم اتفاق رباعي؟

ترتسم امام العماد ميشال عون تلاويح الاتفاق الرباعي، الذي خذل المسيحيين بعدما كانت الوصاية السورية أقصتهم عن الانتخابات العام 1992، ودفعتهم الى الاعتقاد بأنهم اصحاب قرار المقاطعة، فركّبت السلطة على هواها. ومع امكان التقارب الاميركي الايراني، الذي سيلحق به لاحقا، الشريك السعودي الذي لا حل من دونه، ترتسم مجددا امام انظار المسيحيين جميعهم معالم تسوية سنية شيعية، خارجية داخلية، تمضي بجملة من الاتفاقات من دونهم. ولعل ابرز الملفات رئاسة الجمهورية، اذ تقضي التسوية برئيس توافقي، مدني او عسكري، من خارج المحاور والاحزاب المسيحية التي تتقاسم السلطة. وبالتالي فهي ستُقصي عون، بعدما ارتسمت معالم اقصاء الدكتور سمير جعجع من فريق 14 آذار الذي عرض الاتفاق على رئيس وسطي. واذا كانت الرئاسة المشروع البعيد في كل حوار داخلي محلي، لعدم اثارة الريبة والشكوك والمواجهة، فإن ثمة ملفات اخرى عالقة، يخشى العماد عون ان يكون الرئيس نبيه بري، في سعيه الى الحوار الثنائي بين “حزب الله” و”تيار المستقبل”، يسعى ايضا الى قطف ثمارها، مثل تعيينات ادارية عالقة تكون في شكلها تبادل نيات ايجابية بين المتحاورين، وفي باطنها تقاسم للجبنة واقصاء لفريق “تكتل التغيير والاصلاح”.

ثم ان العماد عون، ربما يعرف ماذا سيصدر عن المجلس الدستوري، الذي تمارس عليه الضغوط من كل جانب، وهو غير منزّه، بل خليط من اناس يمثل اكثرهم الجهات التي تتقاسم السلطة السياسية. وما غياب النصاب في المرة السابقة، لدى مناقشة الطعن بالتمديد الاول، سوى تأكيد لذلك. ويعلم عون جيدا ان الفرقاء السياسيين سيضغطون على مَن يمثلون لقبول التمديد، وعدم الاخذ بالطعن المقدم من “التيار الوطني الحر”، وهو، بالتالي، استبق الاجتماع المقرر اليوم، ورفع النبرة في وجه المجلس ومَن وراءه محذرا من التصعيد اذ قال ” يبنى على الشيء مقتضاه حين يتخذ المجلس الدستوري قراره”.

لكن التصعيد الذي حذر منه عون ينسحب على ملفات عدة ابرزها اتفاق الطائف، الذي مضى على اقراره ربع قرن، وتم احياء الذكرى تماما كما يحيي المؤمنون ذكرى موتاهم، اذ ان معظم بنوده لم تنفذ، وقد منعت الوصاية السورية التطبيق، ولم يزعج ذلك اطراف الداخل الذين كانوا مشاركين في السلطة، اذ افادوا من مكتسباته في تقاسم المغانم والمواقع والنفوذ، فيما ادت المعارضة المسيحية للسوري آنذاك الى اقصاء اطرافها عن المكاسب، وهم يجدّون منذ العام 2005، اثر الانسحاب السوري، الى استعادة ما سبق ان خسروه، لكن انجازاتهم على هذا الصعيد بقيت محدودة. وتقع مسؤولية ضعفهم هذا على شركائهم المسلمين، اولا الذين طاب لهم العيش بالغنائم، وعلى المسيحيين انفسهم ثانيا، وخصوصا العماد عون والدكتور جعجع، اللذين يعيشان على احقاد الماضي، ولم يسعيا سعيا حقيقيا الى اي اتفاق يحرج الآخرين ويضعهم في مواجهة الحقيقة.