Site icon IMLebanon

هل ضاعت الـ 10 ملايين دولار في جيوب الشيخ طريف  

لم تشهد الساحة الدرزية عبر تاريخها مرحلة استثنائية على صعيد الكينونة والمصير كالمرحلة الراهنة شأنها شأن الاقليات، لا بل ان الموحدين الدروز في مسيرتهم التاريخية كانوا «حماة الثغور» وصناع الثورات ضدّ المستعمرين الثورة على ابراهيم باشا في الجبل اللبناني، وصولاً الى الثورة السورية الكبرى التي اطلقها سلطان باشا الاطرش ضد الانتداب الفرنسي في سوريا، وربما من المضحك -ا لمبكي بمكان ان التطرف التكفيري لا يقيم وزناً لتاريخ المجموعات البشرية، ولا للاديان ولا للحضارات ملبساً همجيته ثوباً دينياً تحت حياكته في اقبية الاجهزة الاميركية والبريطانية والاسرائيلية وعلى الرغم من ذلك فقد وجد «داعش» بيئة حاضنة له في العراق وسوريا وفي بعض البلدان والزواريب على الساحة المحلية التي غالباً ما تنتشي بالغوغائية المفرطة.

مجزرة قلب لوزة في جبل السماق لا تزال اصداؤها تتردد عنيفة على الساحة الدرزية وعلى الرغم من ان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط قد منح «جبهة النصرة» صك براءة من الارهاب ورأى في «داعش» انها «ظاهرة تملأ الفراغ»، الا ان هذه المواقف لم تشفع لبلدات جبل السماق الدرزية تقول اوساط درزية، كون التكفيريين لا يقرأون الا في كتابهم، وعلى الرغم من جهوده التي بذلها على خط الاردن وتركيا والسعودية وفرنسا الا ان هذه الجهود فشلت في تشكيل ضمانة لحماية دروز ادلب، وكذلك المجريات الميدانية في حضر على المقلب السوري لجبل الشيخ وفي السويداء التي دخلت على خط الاقتتال الدموي في لعبة صراع البقاء.

وتضيف الاوساط ان المزاح الدرزي يميل الى مواقف النائب طلال ارسلان، فقد ادرك الدروز في سوريا والاردن والجولان المحتل ان ضمانتهم الوحيدة تكمن في فوهات بنادقهم وعلى قاعدة «من اعتدى ليس منا، ومن لم يرد الاعتداء ليس منا»، وفق كلام المير وقد تجسد هذا المزاج باعتراض سيارة اسعاف للجيش الاسرائيلي كانت تنقل جرحى «لجبهة النصرة» لعلاجهم في المستشفيات الاسرائيلية في بلدة مجدل شمس وقتل اثنين من الجرحى، ما يؤكد ان القلق الوجودي هو نفسه على الساحة الدرزية في كافة مناطق انتشارهم، وما يزيد هواجس الدروز وقوعهم بين فكي الكماشة «داعش والنصرة» واسرائيل من جهة اخرى التي تعمل لاقامة جدار طيب في الجولان قد يتحول الى حزام امني درزي اذا نجح المخطط بتهجير دروز السويداء وجبل السماق الى هضبة الجولان المحتلة.

وتشير الاوساط الى انه في الوقت الذي لا يملك فيه جنبلاط سوى النصائح الى دروز جبل العرب، فان ارسلان سعى لدى المعنيين لتسليح الدروز في السويداء وحضر وقد افلح في مسعاه حيث تم امدادهم بالسلاح الثقيل وبالمقاتلين، وقد ارسل وفداً من الحزب «الديمقراطي اللبناني» الاسبوع الفائت الى جبل العرب للوقوف على الواقع الميداني وقد ضم كل من نسيب الجوهري نائب الرئيس ومدير الداخلية لواء جابر وعضو المكتب السياسي رمزي حلاوي وعضو الهيئة التنفيذية مفيد سرحال وبلال العريضي نجل الشهيد صالح العريضي، اضافة الى وفد من المشايخ ترأسه فيصل ناصر الدين ابن شيخ عقل الطائفة ناصر الدين الغريب، وقد التقوا مشايخ العقل في سوريا حمود الحناوي في سهوة البلاطة والشيخ احمد الهجري في قنوات والشيخ يوسف جربوع في مقام عين الزمان في السويداء، كما جال الوفد على جرمانا وبلدة الحقف البعيدة 6 كلم عن منطقة «داعش» وقدم واجب التعزية بشهدائها الستة الذين سقطوا في الدفاع عن البلدة.

وتقول الاوساط ان شيخ عقل الدروز في فلسطين موفق طريف حاول على الخط السوري حيث جمعت تبرعات قيمتها 10 ملايين دولار من دروز الجليل وفلسطين اعطيت لطريف لارسالها الى سوريا بهدف شراء الاسلحة والذخائر للدفاع عن جبل العرب، الا ان فلساً واحداً لم يصل الى دروز سوريا ما يطرح الاسئلة عن مصير التبرعات وعن الدور الذي يلعبه طريف المرتبط بمعظم القيادات الاستخباراتية والعسكرية في اسرائيل، علماً انه لا يستطيع الامساك بالشارع الدرزي في فلسطين وحادثة مجدل شمس دليل على ذلك.