Site icon IMLebanon

هل يحتوي المشنوق حرب المستقبل على عون؟

مع انكسار الجرّة بين المستقبل والتيار الوطني الحر، تبارى نواب التيار الأزرق، في اليومين الماضيين، في التهجم على «جنرال الرابية الذي أدمن الخسارة»، وعلى نعيه سياسياً. غير أن «مايسترو» هذه الجوقة الحريرية لم يؤثّر بعد في قلّة مستقبلية، لا يتجاوز عددها أصابع اليدين، يتقدّمها الوزير نهاد المشنوق ونادر الحريري وغيرهما، لا تزال مقتنعة بعدم جدوى الإيغال في الخصومة مع العماد ميشال عون.

مصادر في تيار المستقبل تتعاطى مع التصعيد الحالي بوصفه «نتيجة متوقعة للمواقف التي أعلنها عون» في مقابلته التلفزيونية الأخيرة، و«تظهيراً لانتصار مستقبلي في زمن قلّت فيه الانتصارات». وتلفت الى «عدم القدرة على الذهاب بعيداً في وجه حزب الله والرئيس نبيه برّي في هذه الفترة»، لذا فإن «وراء هذا الهجوم رسالة إلى الطرفين، تشير إلى استحالة الاستمرار في قواعد اللعبة الحالية». فبعد فشل تسوية الترقيات الأمنية «لا بدّ لحليف عون وحليف حليفه من أن يضغطا عليه لإقناعه بالتراجع عن التعطيل والتخلّي عن أفكاره التدميرية، وإلا فإننا مستمرون في التصعيد والتهديد بما يخافه الحزب وبرّي معاً، وهو استقالة رئيس الحكومة تمّام سلام. فالتعطيل بالتعطيل والبادي أظلم»!

مصادر «القلة المنفتحة» داخل التيار تشير الى أن عون هو الذي «فتح علينا، ونحن نردّ عليه». وتشدّد على أن الرئيس سعد الحريري «لا يرغب في إشعال الساحة مع العونيين». وهنا، بالتحديد، تتجه الأنظار الى ما سيقوله المشنوق اليوم، في الذكرى الثالثة لاغتيال اللواء وسام الحسن في قصر الأونيسكو، لمعرفة اتجاه البوصلة الحريرية في العلاقة مع الرابية. فهل يحتوي وزير الداخلية، الذي قال يوماً «لا يُفتى والجنرال في الرابية» والذي «عبّد» الطريق بين الرابية وبيت الوسط، الحرب الكلامية التي يشنّها المستقبليون، أم أن حساسية الذكرى ستدفعه الى رفع سقفه الخطابي فوق أسقف زملائه، مطلقاً إشارة الوحدة المستقبلية في المعركة ضد الجنرال؟

المصادر تؤكد أن خطاب المشنوق «سيشكّل رسالة واضحة حول منحى العلاقة بيننا وبين العماد عون في المرحلة المقبلة». ومن دون أن تفصح عما سيقال فوق منبر قصر الأونيسكو، تؤكّد أن «التشدد ليس خيار تيار المستقبل، لكن من دون أن يعني ذلك التهاون مع حملة العماد عون علينا». وتتابع: «نحن ناضجون بما يكفي حتى لا نسمح لجهودنا مع الفريق الآخر بأن تتبعثر في لحظة سكر». ولكن «سنسعى إلى التأكيد على ضرورة التخلّص من الوهم الذي يعيشه عون وحلفاؤه منذ بدأت المعطيات تتغيّر على الساحة السورية بعد التدخل الروسي لأن ما يحصل لن يجرّنا إلا إلى المزيد من الحرب خارج الحدود، والحفاظ على الستاتيكو داخلها».