Site icon IMLebanon

لماذا تنكفىء «النصرة» في المفاوضات وتتصدّر «داعش»؟ هل وسام المصري وسيط أم طامح لدور على الساحة؟

تحيط الالغاز ملف العسكريين المخطوفين في جرود عرسال منذ المعركة التي حصلت وأدت الى اختطافهم على يد «جبهة النصرة» وتنظيم «داعش» تاركة مئات من الاسئلة وعلامات الاستفهام حول ما حصل ميدانياً على ارض الواقع، وفي طليعتها ما يتعلق بالظروف التي سمحت للتنظيمين التكفيريين بالانسحاب من عرسال واصطحابهما للمخطوفين دون قطع الطريق عليهم على حدّ قول مصادر متابعة للملف، علماً أنه كان بالامكان عسكرياً افشال الامر، الا ان ما حصل بقي محاطاً بالغموض، وبكثير من الاسرار لجهة ادوار الافرقاء الذين دخلوا على الخط منذ انطلاق الرصاصة الاولى في معركة عرسال، ما يطرح السؤال حول الدور الحقيقي الذي لعبته «هيئة العلماء المسلمين» التي سارعت بالدخول على خط الوساطة وكانت النتيجة فك الطوق عن المسلحين وانسحابهم الى الجرود مع مخطوفيهم، اضافة الى ارسال كميات كبيرة من المواد الغذائية والطبية الى عرسال كانت من نصيب مسلحي التنظيمين التكفيريين.

ولعل اللافت تضيف الاوساط، ان المخطوفين ظهروا اثر ذلك في شريط مصور داخل منزل «ابو طاقية» مصطفى الحجيري الذي اعلن يومذاك ان العسكريين هم ضيوف لديه، فظن الاهالي ان اسرهم ليس سوى مسألة وقت ويتم اطلاق سراحهم كون «ابو طاقية» الضامن لحياتهم، الاان المسألة كما اثبتت المجريات لم تتعد اطار المناورة لدى التكفيريين الذين تفننوا في اللعب باعصاب الاهالي من خلال تهديداتهم بقتل العسكريين وقد اقدموا على تصفية عدد منهم وتوزيع صور قتلهم عبر شرائط وزعت الكترونياً، ما يطرح السؤال حول الدور الحقيقي الذي لعبه ويلعبه «ابو طاقية» في هذا الملف اضافة الى سؤال آخر يتعلق بعلاقة المذكور مع «جبهة النصرة» وموقعه داخل صفوف التنظيم التكفيري حيث اشارت معلومات الى ان الرجل قد يكون من ابرز قياديي الفصيل الارهابي، والدليل على ذلك تسهيله زيارة اهل احد العسكريين المخطوفين لابنهم في جرود عرسال اثر اتصال هاتفي قام به احد النواب من التيار الازرق بالحجيري وفق التسريبات.

وتضيف الاوساط انه كلما مر يوم على خطف العسكريين كلما ازداد الغموض حول الملف وكثرت التعقيدات فبعدما رفضت «النصرة» اي وساطة تقوم بها «هيئة العلماء المسلمين» لاسباب تبقى ضمن اسرار العلاقة بين الطرفين وتحميل انس جركس المعروف بأبي علي الشيشاني للشيخ سالم الرافعي المسؤولية عن حماية زوجته آلاء العقيلي الموقوفة لدى الاجهزة اللبنانية. ومع انحسار دور الهيئة المذكورة التي اعلن الشيخ مالك جديدة حلها فاضحا الارتكابات المالية لبعض مشايخها واستغلالهم لاسمها في سبيل الحصول على اموال خليجية، واثر اعلان قطر انهاء وساطتها برز الى الواجهة الشيخ وسام المصري معلنا انه الوسيط المعتمد لدى «داعش» في ملف العسكريين دون ان يتبناه التنظيم المذكور، وقد حمل شروط «دولة الخلافة» معلنا عنها في مؤتمر صحافي عقده في رياض الصلح امام اهالي المخطوفين ومن ضمن هذه الشروط «انشاء منطقة عازلة من عرسال الى الجرود وصولا الى الطفيل» اضافة الى طلب التكفيريين تزويدهم «بمستشفى حديث مع كامل الادوية والمستلزمات» وفك الحصار عن الجرود.

ولعل اللافت وفق الاوساط ان بروز المصري المفاجئ تزامن مع تكليف نائب بلدية عرسال احمد الفليطي من قبل وزير الصحة وائل ابو فاعور بالتوسط مع «داعش» دون معرفة اي نتائج حول مسار هذه الوساطة سوى اعلان الفليطي انه قام بزيارة الدولة الاسلامية والتقى قيادتها التي قبلت به كوسيط في هذا الملف الا ان البارز في المسألة ان المصري والفليطي تواصلا مع «داعش» دون «النصرة» علما ان الاخيرة ووفق المجريات تشكل القوة العسكرية ميدانيا ولديها العدد الاكبر من المخطوفين وانها تتفرد بالهجمات التي تشنها على مواقع «حزب الله» اخرها الهجوم الذي شنته على محاور فليطا في القلمون اول من امس، فهل تكبير دور «داعش» في القلمون اعلامي ام حقيقي ولماذا تتصدر «داعش» ملف المفاوضات التي «لم تعد باردة» وفق وزير الداخلية نهاد المشنوق وما هو الحجم الحقيقي «للنصرة» ولماذا تنكفئ عن التفاوض وماذا يخبئ الطرفان في عدم تسميتهما للوسيط المقبول لديهما؟