لا نشك ولو للحظة في لبنانية الوزير جبران باسيل، بل العكس، فهو يعتبر نفسه لبنانياً من قمة رأسه الى اخمص قدميه.
دعونا لا نتناقش في موضوع لبنانيته، ولكن علينا أن نسأله بعد ما سمعناه عبر التلفزيون في تشيكيا في خلال زيارته وأثناء عودته من موسكو، حيث شارك فخامة رئيس الجمهورية ميشال عون في زيارة يعتبرها تاريخية، علماً أنّ الرئيس ميشال سليمان قد قام بزيارتين الى روسيا، وتم في الزيارتين بحث موضوع تسليح الجيش اللبناني وبحث الكثير من الملفات… الجديد في العلاقات بين لبنان وروسيا هو موضوع النفط، خصوصاً بعد ما استأجرت روسيا خزانات I.P.C في طرابلس لمدة 20 سنة، وهذا سيسمح لروسيا أن يكون لها قاعدة إقتصادية مهمة جداً على شاطئ البحر المتوسط، وهذه هي المرة الأولى في تاريخها، بالاضافة الى قاعدة طيران عسكرية في حميميم في سوريا اضافة الى قاعدة عسكرية بحرية في طرطوس.
فعلاً، روسيا حققت أمنياتها في سوريا وفي لبنان، والفضل الكبير يعود الى الاميركيين الذين اتفقوا معهم في عز الثورة السورية وتحت شعار التكليف الاميركي بنقل السلاح الكيميائي الذي كان يستعمله النظام ضد الشعب في سوريا، ولا أحد يعرف الى أين نقل لغاية اليوم.
روسيا اليوم صار لها قاعدتان عسكريتان في سوريا وقاعدة إقتصادية في لبنان، وسوف تدخل في المناقصات في بلوكات النفط والغاز الذي اكتشف في لبنان، حيث أصبح لبنان بلداً نفطياً، ولكن مع وقف التنفيذ، لأنّ أي مشروع في لبنان بحاجة الى توافق سياسي، وهذا ما يجعل الاتفاق على أي موضوع عملية شاقة، والأهم من ذلك أنّ إسرائيل وضعت ذرائع مختلفة سوف تؤخر السماح للبنان بأن يستفيد من نفطه، هذه الثروة التي يمكن أن تساعد في سداد الديون الكبيرة على الاقتصاد اللبناني، وبالمناسبة فإنّ إسرائيل سوف تتذرّع بمسألة الحدود وترسيمها لكي تؤخر السماح للبنان بالاستفادة من نفطه.
نعود الى تصريح الوزير جبران باسيل في تشيكيا، والذي يقول إنّه متأسف لفشل أوروبا في صياغة موقف موحّد من الصراع في سوريا، وعجزها عن القيام بدور فعّال، وأبدى استعداده للمساهمة في الحلول، هذا أولاً.
وهنا نسأل الوزير: من كلفه تأييد أو عدم تأييد الموقف من الأحداث في سوريا؟
ثانياً: أعلن باسيل عن استعداده للمساهمة في الحلول، وهنا نسأل معاليه هل فعلاً يعي ما يقول، وهل هو يستطيع أن يحل مشكلة النازحين؟
ما هذا الكلام يا صاحب المعالي؟ بالله عليك قليلاً من التواضع… كذلك يقول إنّه ينوّه بقرار تشيكيا الجريء في الحفاظ على سفارتها مفتوحة في دمشق رغم كل الضغوط والتهديدات بمعاقبتها.
يا معالي الوزير إنّ ملف النازحين السوريين أكبر من لبنان، وأكبر من أوروبا كلها مجتمعة، والدولة الوحيدة التي تستطيع إيجاد حل لهذا الملف هي للأسف أميركا إن أعجبنا هذا أو لم يعجبنا.
ونعود لنقول: علينا ترك هذا الملف لوزير الخارجية السوري لأنه أولى بشعبه النازح وأولى بالدفاع عنه، هذا اذا كان يرغب في عودة النازحين فعلاً.
معالي الوزير: نصيحة لك، ان الطريق الى الرئاسة يكون معبداً عندما يتخذ المرشح مواقف وطنية وليس أن تكون مواقفه فقط من أجل الحصول على الكرسي.
عوني الكعكي