»حزب الله» يعمل على دفع أهل السُنّة الى الحقد على الشيعة… هذا دأبه منذ سنوات! ولكن الشيعة عروبيون… فلماذا تفرض علينا يا سماحة السيّد أن نحقد عليهم، وهو ما لا نريده!
الشيعة مسلمون.
الشيعة عرب.
والشيعة لبنانيون متجذرون في هذا الوطن وفي هذه الأمة…
فما علاقتنا وما علاقتهم بالفرس؟..
من يكون لديه أمثال سماحة الإمام المغيّب السيّد موسى الصدر، صاحب القامة العملاقة والهالة المشرقة، حتى في أيام الحرب أي منذ العام 1975 لم يكتفِ بجمع رجالات الدين وحدهم بل جمع أهل السياسة كلهم تقريباً في مقر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في الحازمية في مبادرة وفاقية… من كان لديه أمثاله ليس في حاجة الى إيران وإلى الفرس.
فماذا لو كان دور السيّد حسن نصرالله في سوريا (وليس من اليوم بل من البداية) دوراً وفاقياً… ألم يكن أفضل وأجمل وأبعد مدًى عروبياً وإسلامياً ووطنياً وقومياً لو دعا سماحته الى وحدة سوريا؟ وإلى أمان سوريا؟ وإلى تحقيق إصلاحات في سوريا؟!.
ألم يستثر عاطفة السيّد نصرالله في بداية الأحداث السورية أنّ بشار الأسد بدلاً من أن يصحب زوجته ويتوجها الى درعا لمعالجة حال اعتراضية شرعية، نكّل بأطفال درعا، واقتلع جلاوزته أظفارهم، وبدلاً من أن يعاقبهم رقّى ابن خالته العميد عاطف نجيب مسؤول الأمن السياسي في درعا… ولما سئل: لماذا لم تعاقب عاطف نجيب؟ أجاب: لأنّ أحداً لم يشتكِ عليه!
أما كان الدور الوفاقي لو أدّاه سماحة السيّد، قد سجّل اسمه بأحرف من ذهب في سجل الرجالات الكبار؟..
أما كان توافر إجماع كبير عليه في هذه الأمة من مشارقها الى مغاربها، ومن الاطلسي الى باكستان؟ ومن المحيط الى الخليج؟
أما كان أضاف مجداً إلى مجد التحرير الذي حققته المقاومة في العام 2000 (ونحن على بعد أيام من ذكراه الخامسة عشرة: في 25 أيار)؟
أما كانت صوَره أعيد رفعها في لاهور وفي الأزهر الشريف، وفي بغداد والدار البيضاء(…) كما هي مرفوعة في الضاحية الجنوبية من بيروت؟!.
إنّ الطائفة الشيعية الكريمة غنيّة برجالاتها الكبار القوميين والوطنيين والمناضلين… وتاريخها (في لبنان الحديث بالذات) مليء بالرجالات الكبار أمثال الإمام محمد مهدي شمس الدين، وآية الله محمد حسين فضل الله وطبعاً الإمام السيّد موسى الصدر وسواهم الكثيرون…
فهل يمكن تقديم الولاء للفرس والتبعية لإيران على تلك الأمجاد كلها؟!.
وفي تقديرنا أنّ الوقت لا يزال سانحاً، ولم يفت بعد… وفي مقدور السيّد حسن نصرالله أن يتخذ الموقف الشجاع، وهو لا تعوزه الشجاعة… وسيكون موقفاً تاريخياً منسجماً مع أمجاد هذه الطائفة الشيعية الشقيقة الكريمة… فيقف ويعلن: إنّنا ننسحب من سوريا، وليقرّر الشعب السوري مصيره بيده!
فهل يفعلها سماحته؟!.
نقول هذا ونضيف: ألا يسأل سماحته نفسه عن الدور الايجابي الذي يقوم به الرئيس نبيه بري؟!. ألا يغريه القيام بمثل هذا الدور؟
ألا يسأل نفسه: لماذا يموت شباب الشيعة «هناك»؟ أي خارج الهدف الذي أُعطي من أجله «رخصة» حمل بندقية المقاومة؟
ألا يلاحظ الفرق بين انخراطه في الحروب العبثية، والرئيس بري الذي يمارس دور رجل الوساطة وتقريب وجهات النظر حتى بين الفصائل الفلسطينية المختلفة خلافات جذرية؟
ثم في منأى عن أي تفصيل، وفي المبدأ ألَيْس أنّ الذين يسقطون في سوريا من هنا وهناك وهنالك هم مسلمون؟!.