IMLebanon

هل نصرالله على لائحة الأهـــداف الإسرائيلية؟

 

على رغم من نفي مصادر «حزب الله» الكلام المنسوب الى أمينه العام السيّد حسن نصرالله، ونفيه هو أيضاً ذلك، في لقاء مع مسؤولي المناطق في الحزب، من أنّ اسرائيل قد تنجح في تصفيته وقادة الصف الأول، إلّا أنّ هذا الكلام أرعبَ للوهلة الأولى محازبيه وأنصاره.

 

لا يختلف اثنان على انّ نصرالله مهدد إسرائيلياً بل يعتبر الهدف الأول في بنك الأهداف، لذلك يأخذ أقصى تدابير الحيطة والحذر، فتنقلاته قليلة جداً، بل نادرة وتتم فجأة إذا اقتضى الأمر.

 

وقد سبق لإسرائيل أن هددت باجتياحات برية، وكذلك باغتيال نصرالله، فضلاً عن التهديدات المتكررة إلى حد الإفراط في التدمير الهائل واستهداف المدنيين والبنية التحتية في لبنان، بل سبق لوزراء الإسرائيليين أن تسابقوا في ما بينهم على توصيف الحقبة التي يراد إعادة لبنان إليها بعد استهدافه، ما بين إعادته عشرات أو مئات السنين إلى الوراء، أو إلى العصر الحجري، وكذلك إلى حياة الكهوف.

 

السؤال الذي يتبادر إلى الأذهان: هل يعتبر الكلام الذي نُقِلَ عن لسان نصرالله غير منطقي؟

 

قد يكون غير منطقي أن يصدر مثل هذا الكلام عن قائد ورمز يتمتع بهالة لدى جماهير محور المقاومة والممانعة لِما له من أثر سيئ على معنويات محازبيه وانصاره، لكن لا أحد ينكر انّ محاولات اغتياله وتصفية قادة الصفّ الأول واردة في كل لحظة وهم يأخذون التهديدات الإسرائيلية في الإعتبار، خصوصاً انّ السلطات الإسرائيلية تعتبر تصفية نصرالله انتصاراً كبيراً وقد يكون نقطة تحوّل كبيرة في النزاع بين «حزب الله» وإسرائيل.

 

لكن لا يغيب عن البال انّ اسرائيل أقدمت على قتل سلف نصرالله عام 1992 أي السيّد عباس الموسوي في مكمن نصبته طائرات الهليكوبتر الإسرائيلية. وقبله بـ8 أعوام أي عام 1984، اغتالت أيضاً الشيخ راغب حرب. إلّا انّ التجارب أثبتت عبثيّة هذه الاغتيالات لأنّ «حزب الله» يضمّ كثيراً من القادة القادرين على الاستمرار في قيادته وتطبيق مشروعه بدعم الجمهورية الاسلامية الايرانية. مع ذلك لا أحد ينكر فداحة خسارته في حال نجحت إسرائيل في اغتيال نصرالله القائد الكاريزماتيّ.

 

تملك إسرائيل القدرات العسكرية الكبيرة، بل الهائلة، لتنفيذ ما تصبو اليه وخصوصاً القنابل والصواريخ الذكية التي في إمكانها تدمير المخابئ في كل مكان، وهي متفوقة في سلاح الجوّ ولا شيء يمنعها من تحقيق ما تصبو اليه. وليس سراً أنها تملك بنك اهداف لا يقل عن 2000 هدف، بينها المقار التي يُشتبه وجود نصرالله فيها مع الرصد المخابراتي الدائم.

 

إنّ توقعات حصول حرب بين «حزب الله» وإسرائيل تبدو مرتفعة بسبب التصعيد الأميركي ـ الإيراني وبدء المرحلة الثانية من العقوبات الأميركية التي لم تعد بعيدة، إذ انها حُدّدت في 3 أيار المقبل. حينها، سيشتد الخناق على ايران وستصبح أمام خيارات صعبة لا بد أن يكون الحلّ العسكري واحداً منها.

 

وبالتالي، لن تكون الساحة اللبنانية في منأى عن ارتدادات أي حرب، بل قد تكون في صلبها نظراً إلى ارتباطات «حزب الله» العميقة بالاستراتيجية الإيرانية. كل ذلك يجعل من الكلام عن خطر يتهدد نصرالله أمراً وارداً، ولو تمّ نفي ذلك واعتباره من نسج الخيال.

 

لكن، بغضّ النظر عن صدق ما أشيع من عدمه، فمن المرجّح أن «حزب الله» قد أعدّ العدّة لمثل هذه الاحتماليّة، خصوصاً مع الخطر الأمنيّ الإسرائيلي الذي يحوط بأمينه العام على مدار الساعة، ولا شك في انّ مسألة تهيئة خليفة لنصرالله تدخل في حسابات الحزب على الدوام.